* دائماً للتاريخ كلمته الأخيرة ورأيه الفيصل، قد يتأخر هذا القول أو يعطل هذا القرار، لكنها تكون كلمة كالوشم، ورأينا نحن المعاصرين لجزء من هذا التاريخ، كيف تتحطّم التماثيل وتهوي الأصنام للطغاة والجبابرة والذين لطخوا التاريخ بالدم والظلم، ذهب هتلر في نهايته المأساوية ولم ترض حتى قريته مسقط رأسه أن تحتفظ له بتمثال يذكر الناس به، ستالين لم يبق منه شيء بعد انهيار الاتحاد السوفييتي، مثلما تفتت أسطورته بعد موته، وفي العهود المتتابعة للرفاق القدامى· وفي وطننا العربي شهدنا سقوط التماثيل في أكثر من مكان، لقد تهاوت كل هذه التماثيل أمام عيني وأنا أقرأ عن تحطيم آخر تماثيل الديكتاتور الإسباني (فرانكو) الذي حكم إسبانيا بعد أن قاد انتفاضة للجيش أدّت إلى اشتعال الحرب الأهلية بين 1936- 1939 حيث أطاح بالحكومة الشرعية الإسبانية وظل يحكم إسبانيا حتى عام 1975 ولأن التاريخ قاس في حكمه، لا يبقي للطغاة والديكتاتوريين حتى أسماءهم مخلّدة في الشوارع أو في الأماكن العامة، مثلما لم تبق في قلوب المواطنين·
* إمامة المرأة الذي تزعمته في أميركا أمينة ودود التي يرجع أصلها إلى أفريقيا وهي خبيرة في الشؤون الإسلامية وأستاذة للدراسات الإسلامية في جامعة فيرجينيا، وتزعمته في بريطانيا سلمى قريشي وهي من أصل كيني ومتخصّصة في برمجة الكمبيوتر، لا زال يثير جدلاً في الأوساط الإسلامية والجاليات في الغرب، خاصّة بعد جوازه من الأزهر ومفتي الديار المصرية وعدم معارضته إلا من الأصوليين والمتشددين، هذا الأمر قد يطرح مسألة تولي المرأة القضاء والافتاء والقيادة والحكم، لذا ستتصارع أطراف عدة على المرأة وحول المرأة·
* لأشد ما أحزن حين تغير مدينة جلدها أو تنسلخ من اسمها، خاصة بعد أن يكون في الكتب والمراجع وصدور الناس، ومضى عليه دهر طويل، لايعرفها الآخرون إلا بهذا الاسم، مدينة بريتوريا عاصمة جنوب أفريقيا لن تكون الأخيرة، فقد قرّرت أن تغير اسمها والذي تحمله منذ عام 1855 تيمّناً بالمستعمر الهولندي الأبيض بريتوريوس، فاختارت لها اسماً يختص بثقافة شعب الزولو هو تشواني هذا التغيير حصيلة ما يجري بعد انتهاء حكم الأقلية البيضاء وإلغاء نظام الفصل العنصري أبارتايد وهي حملة يقودها السكان الأصليون ليعيدوا لجنوب أفريقيا ثقافتها القديمة، ورموزها وأسماءها الأصلية، كردّة فعل لما كان يقوم به الحاكم الأبيض المستعمر، لكنه أمر قد يكلّف حكومة جنوب أفريقيا أكثر من 250 مليون دولار، لذا ينادي البعض بتسخير هذه المبالغ لمساعدة الفقراء وتأمين المأوى والمسكن لهم، ومقاومة الأمراض المتفشية في بعض المناطق كأمراض نقص المناعة وغيرها·