لا أحد يعرف سر الزحام الشديد الذي يعاني منه طريق الإمارات، فقد تحول هذا الطريق إلى ما يشبه أحد الشوارع الداخلية إذ تقصده آلاف الشاحنات يومياً، ومعها سيارات صالون وأخرى ستيشن ودراجات بخارية، وغيرها من أنواع المركبات التي اغتالت بهجة الطريق وحولته الى مركز من مراكز الزحام التقليدية وخاصة أيام الأربعاء والخميس والجمعة·
والذين يجعلون هذا الطريق خيارهم في رحلة العودة من أبوظبي الى الإمارات الشمالية في نهاية الأسبوع يضربون كفاً بكف إذ ما يلبث هذا الطريق أن يتحول بعد مسافة قليلة من أبوظبي إلى طريق للشاحنات بكل ما تعنيه الكلمة، شاحنات ذات أطوال وأحجام هائلة تدخل الرعب إلى قلب هذا المسكين الذي يقود سيارة صالون بها أفراد أسرته الذين يحملهم لقضاء الإجازة مع الأهل·
بل ان الأمر لا يقف عند هذا الحد إذ تجوب الطريق شاحنات محملة بسيارات ومحركات ثقيلة، وأيضاً هناك سيارات خلاطات الاسمنت التي تتحرك اسطواناتها العملاقة على امتداد الطريق وهي كلها مناظر تهون اذا ما قورنت بالمسافة الممتدة من منطقة المزهر الى الشارقة حيث تتكدس عشرات السيارات في ساعة الذروة في صورة تشبه الصور التي ترسم بعضا من ملامح يوم الحشر·
من معركة لأخرى تتحول حركة السير في هذا الطريق ويصبح لزاما على من يرتاده من سائقي السيارات مراجعة أطباء الضغط والأوعية الدموية حيث يصاب سائق السيارة وهو في الطريق الى الدوام من الشارقة الى دبي او من عجمان الى دبي أو من أم القيوين الى دبي او العكس يصاب هذا السائق وغيره بتوتر الاعصاب خاصة إذا لم يصل احدهم الفجر، ويفتح الباب لعنان سيارته من قبل السادسة صباحا اذا اراد ان يصل الدوام في الموعد المحدد·
مشاكل شارع الامارات لا تقف عند حد فقد فاقت كل الحدود، وخاصة في أيام عطلة نهاية الأسبوع وكذلك عند ساعات الصباح ووقت الظهيرة، وكذلك في الفترة من السادسة مساء الى التاسعة مساء يوميا، والوقت الوحيد الذي يمكن ان يكون فيه هذا الطريق مناسبا هي الفترة الممتدة منذ منتصف الليل حتى شروق الشمس، وبعدها يصبح لكل حادث حديث، ويصبح عبور هذا الطريق من دبي الى الشارقة أشبه باجتياز عنق الزجاجة، حيث يخرج مرتادو هذا الطريق من عنق الزجاجة الى متاهة واسعة من شوارع الصناعية التي تفتقر الى اللوحات الارشادية التي تقود السائق الى عجمان، وخاصة في المنطقة المحيطة بمعسكر الفلاح، والتي تشهد إنشاء جسر جديد وعدد من الطرق وهناك تقاطعات كثيرة في هذه المنطقة مما يجعلها بحق متاهة وأي متاهة·