حسناً فعل مجلس إدارة شركة إعمار حين ألغى التفويض الممنوح لرئيسه محمد العبار فيما يتعلق ببرنامج (الإدارة جدارة) The Apprentice فهذا البرنامج المسابقاتي والذي يلعب فيه رئيس مجلس ادارة إعمار دور دونالد ترمب المليونير الأميركي كلفت حقوقه شركة إعمار أربعين مليون درهم غير تكاليف الإعلان والترويج، ومن خلال هذا المبلغ كان محمد العبار سيطل على الشاشات والفضائيات العربية كنجم تلفزيوني لامع يستعرض مهاراته الادارية وخبرته العقارية أمام الجماهير العربية والمشكلة أن مثل هذا الاستعراض يدفع فاتورته مساهمو شركة إعمار، وقرار مجلس الادارة بالغاء التفويض للعبار يؤكد به أعضاء المجلس أن مصلحة وحقوق المساهمين لها أولوية تتفوق على النرجسية وحب الظهور، كما أن قرار مجلس ادارة اعمار يعيد البوصلة إلى موقعها الصحيح ألا وهو أن الشركات المساهمة العامة وُجدت لمصلحة المجتمع ولقاعدة عريضة للملكية ولم توجد لنزوات خاصة أو لتلميع صورة المسؤولين عنها ورئيس كل مجلس ادارة عليه مسؤولية اعتبارية ومالية ولا يدير شأناً خاصاً·
والحقيقة أن بعض المؤشرات الايجابية بدأت تبرز في اجتماع الجمعية العمومية لإعمار حيث قاطعت أغلبية أعضاء مجلس الادارة الاجتماع ولم يحضره سوى محمد العبار وعضو آخر وبهذا الغياب المنظم كانت الاشارات لكل لبيب واضحة، ونكرر أن الغاء التفويض تصرف منطقي ضد الاستحواذ الفردي على القرار ولو أنه جاء متأخراً بعض الشيء، ويبقى السؤال المهم بعدما حسم مجلس الادارة الموضوع الأهم وهو ما مصير الأربعين مليون درهم من أموال آلاف المساهمين والتي تم إنفاقها على البرنامج؟·