ولايزال السؤال حائراً!!
انتهت منذ أيام اجتماعات مجلس وزراء الشباب والرياضة العرب بمدينة شرم الشيخ المصرية من دون أن تجيب على السؤال الحائر من كسب لقب دورة الألعاب العربية العاشرة بالجزائر·· هل هي مصر التي فازت بأكبر عدد من الميداليات الذهبية في منافسات الألعاب التي تحمل صفة الأولمبية، أم الجزائر التي جمعت أكبر عدد من الميداليات الذهبية في مجموع اللعبات الأولمبية واللعبات شبه الأولمبية والخاصة بذوي الاحتياجات الخاصة؟
وعلى الرغم من أن كل العرب انتظروا اجتماع شرم الشيخ، الذي عقد بعد شهور عديدة من انتهاء الدورة، لحسم هذه القضية التي من شأنها أن تعيد ترتيب كل الدول المشاركة في الجدول العام للدورة، إلا أن الاجتماع بدأ وانتهى من دون أن يشير من قريب أو بعيد لهذه القضية حتى لا يغضب أي أحد، لتدخل دورة الألعاب العربية العاشرة بالجزائر التاريخ، ولكن من بابه الخلفي باعتبارها أول دورة تقام ولا أحد يعرف من فاز ببطولتها!
وحقيقة الأمر أن الدورة العاشرة لم تكن سوى دليل جديد على المقولة الشهيرة أن العرب اتفقوا على ألا يتفقوا، فعندما وجد الاتحاد العربي للألعاب العربية أن دوره سيكون هامشياً خلال الدورة اثر الانسحاب في هدوء وعدم المشاركة في تنظيمها تاركاً الأمر لمجلس وزراء الشباب والرياضة العرب وادارة الرياضة بالجامعة العربية لتتولى المهمة، فخسرت الدورة الخبرات الفنية التي يمكن أن تساهم في تنظيمها بشكل أفضل، وظهرت سلبيات تنظيمية عديدة أبرزها على الاطلاق، أن اليوم الأخير شهد احتفال المصريين باللقب العربي، وكذلك احتفال الجزائريين وغادرت البعثات المشاركة الجزائر من دون أن تعرف من فاز بلقب الدورة العاشرة، ناهيك عن أخطاء التحكيم وكثرة الاعتراضات والاحتجاجات، وعلى سبيل المثال لا الحصر، فإن مباراة في منافسات الريشة الطائرة بين الجزائر وسوريا أدارها طاقم حكام جزائري، مما أثار الفريق السوري واحتج أكثر من مرة خلال المباراة على تحيز الحكام الجزائريين للاعبيهم!
وعلى الرغم من أن الاتحاد العربي للألعاب العربية، وخلال ندوة تونس، أكد على لسان أمينه العام عثمان السعد، أن الأمور ستعود إلى مسارها الصحيح بقيام الاتحاد العربي للألعاب العربية بالاشراف المباشر على تنظيم دورة الألعاب العربية اعتبارا من دورة 2007 وتصريحه بأن المنطق والنظام الأولمبي يؤكدان بما لا يدع مجالاً للشك· أن مصر هي بطلة الدورة العاشرة وانه لا يجوز خلط الميداليات الذهبية للعبات الأولمبية مع الميداليات الذهبية للعبات شبه الأولمبية، إلا انني أرى ضرورة الاتفاق على آلية واضحة المعالم، لا لبس فيها، في أسلوب التعاون بين مجلس وزراء الشباب والرياضة العرب والاتحاد العربي للألعاب العربية، ضماناً لعدم تكرار ما حدث في الدورة العاشرة بالجزائر، وحتى لا تدفع الرياضة العربية ثمن ضبابية الرؤية بين الطرفين ولتكن دعوة الاتحاد العربي للألعاب العربية لحضور اجتماعات مجلس وزراء الشباب والرياضة العرب الأخير بشرم الشيخ، وهو ما يحدث لأول مرة، خطوة مهمة على الطريق الصحيح نحو مزيد من التنسيق والتفاهم وعدم ازدواجية الأدوار!