التأمين الصحي
لاحظت دول الاتحاد الأوروبي ازدياد اعداد القادمين بقصد العلاج الى اراضيها تحت مسمى السياحة والزيارة، فما كان منها الا ان فرضت التأمين الصحي كشرط لاصدار تأشيرة الدخول الى اي من بلدان معاهدة' شينجن' والتي بموجبها يمكن الدخول لأكثر من 15دولة اوروبية·
عندنا وضع مشابه بعض الشيء، مع الاعداد المتزايدة من الزوار الذين يتحولون بعد ذلك الى طلب العلاج للاستفادة من الامكانيات الطبية الكبيرة المتاحة قياسا ببلدانهم الاصلية وانخفاض اسعارها·
وبدلا من ان تواجه السلطات الصحية الموقف بمسؤولية تابعنا ' تخريجات 'ذلك المسؤول الذي افتى بتحديد موعد انتظار للراغبين في اجراء عمليات قلب الى سنوات قادمة بعيدة للتخفيف من اعداد المرضى الوافدين· او تلك الرسوم الجديدة التي قررتها دائرة صحة دبي، ومنها800درهم للجلسة الواحدة لغسيل الكلى·
وفي ظل غياب التأمين الصحي لا تجد هذه الفئات امامها الا طرق ابواب الجمعيات الخيرية طلبا للمساعدة، ونحيي في هذا الصدد مبادرات الهلال الأحمر للتخفيف من معاناة هذه الفئة المحتاجة ولا سيما مرضى القلب والأمراض المزمنة·
وأمام تقنين دوائر الصحة في الكثير من الامارات للخدمات الصحية فيها تبرز الحاجة الملحة للتسريع في اعتماد التأمين الصحي للقضاء على ظاهرة القادمين بحثا عن علاج، وفي الوقت ذاته حتى لا تتكرر مثل تلك الواقعة التي انتحر فيها شاب آسيوي بسبب رفض كفيله اقراضه خمسين درهما يدفعها للعلاج في العيادة القريبة من معسكر عمله بدبي، وقد كانت الحادثة مادة للعديد من وكالات الانباء العالمية التي استغل بعضها الواقعة وقدمت ما تقوم به قلة من الشركات الاجنبية من بخس لحقوق العمال على انها ممارســـة شـــائعة في الدولة·