البلديات وحالة الطقس
بلدياتنا لا تعرف او تعترف بشيء اسمه' تنبؤات الأرصاد الجوية'، ولا أحد من مسؤوليها يكلف نفسه عناء قراءات نشرات محطات الأرصاد الجوية، والدليل على ما نقول هو ما يجري عند أول زخة مطر ليس في المناطق والأحياء الشعبية بل في الشوارع الرئيسية للمدن، وبالاخص في الامارات الشمالية·
منذ أيام والغيوم كانت تتجمع والأرصاد تشير إلى مطبات جوية واحتمالات هطول الأمطار وغيرها من التحذيرات، ومع ذلك ' الربع' في البلديات' في خبر خير'· وكأنهم لم يستوعبوا درس الامطار التي هطلت بغزارة خلال الشهرين الماضيين·
وفي الوقت الذي نفرح ونسعد فيه بأمطار الخير، يسود الكدر أوساط هذه البلديات ولاسيما في الفجيرة ورأس الخيمة وعجمان، وغيرها لأنها تكشف عجزهم وسوء استعدادهم لمواجهة الطوارئ والتعامل مع الموقف بمسؤولية، وهكذا شاهدنا الشوارع التي تحولت الى قنوات سبحت فيها السيارات، وفي المناطق الشعبية كانت الأوضاع أشد مأساوية والكثير من الأسر وجدت محتويات منازلها تسبح هي الأخرى في المياه التي تسربت للبيوت وكشفت المستور من تلاعب وإهمال·
والأكثر إيلاما في المشهد بالنسبة للأهالي ظهور المسؤولين في هذه البلديات وهم يتحدثون عن خططهم التي اثمرت نجاحا -لا وجود له إلا في مخيلتهم- وبأنهم يتواجدون على مدار الساعة للتقليل من أية أضرار قد تنجم عن الأمطار· وكأن المشاهد التي رصدناها هي من فيلم هندي طويل عن الفيضانات!·
ان الاعتراف بالقصور جزء من التعرف على أي مشكلة، والأخوان في هذه البلديات لديهم مشاكل لا يريدون الاعتراف بها ما يعني إطالة أمد معاناة الأهالي كلما همل الغيث، وكان الله في عون الجميع·