السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الشيخ خالد طبيب يقرمش الزجاج كالشيبس

الشيخ خالد طبيب يقرمش الزجاج كالشيبس
2 مارس 2005

عمان ـ توفيق عابد:
لا نعيش زمن القدرات الخارقة وهذه حقيقة لا تقبل الجدل أو مناورات الصالونات لكن هناك مشاهدات حسية تعيد الى ذاكرتنا ما يوصف بـ 'الخوارق' وفي الوقت ذاته تثير فينا الشكوك بأن شيئا غير مألوف وراء هذه المشاهدات·· فهل ما يحدث خدعة بصرية أم دليل على قدرة خارقة فعلية لمن يدعون بأنهم من أصحاب الطرق الصوفية خاصة!·
الشيخ خالد العواد·· طبيب أسنان يجمع بين أربع زوجات·· ويقرمش الزجاج كما'نقرمش' نحن 'الشيبس' دون أن يصاب بأذى أو سوء في ظاهرة ملفتة للانتباه تطرح الكثير من الاستفسارات وتشرع الأبواب لأسئلة ساخنة تبحث عن إجابات مقنعة·
'دنيا الاتحاد' زارت الشيخ خالد في بيته المتواضع بحي شعبي وسط عمان في ساعة متأخرة من الليل لاستطلاع الأمر وفك شيفرة التهام الزجاج بهدف تشكيل قناعات منطقية وعقلية حتى لا تحوم حولنا الاتهامات بالترويج لممارسات السحر والشعوذة التي تغزو وطننا العربي·· فكان هذا الحوار·
؟ بماذا تفسر التهامك الزجاج دون أذى؟
؟؟ أنا انسان عادي عندما تراني لأول مرة لكنني امتلك خوارق فوق مستوى العقل البشري وأحب القول منذ بداية الحديث أن لي أسراري فأنا صاحب طريقة صوفية، وكل ما أقوم به هو كرامة من الله تعالى· واذا كانت لديك أية شكوك 'وهذا من حقك' فانظر الى هذا المصباح الكهربائي كيف اقرمشه كما تلتهم أنت الشيبس!·
وأخذ في تناوله بعد أن كسره الى أكثر من قطعة كما يتناول قطعة من البسكويت· عندما أسمع دق الطبول وذكر الله وترديد أسماء أجدادي ونسبي الذي يعود الى معد بن يكرب الزبيدي مستشار رسولنا الكريم تثور في داخلي خوارق أخرى في حالة الذكر فقط·
لم أتناول·· حبة أسبرين
؟ألا يؤثر الزجاج على جهازك الهضمي·· وهل تشكو من أمراض معينة؟
؟؟ قد تستغرب اذا قلت لك أنني لم أتناول 'حبة اسبرين' واحدة في حياتي، ولا أشكو من أي مرض إطلاقا وخاصة في الجهاز الهضمي وهذا يعود الى قدرة ربانية فالله تعالى يحميني من آثار الزجاج الضارة بحيث اقرضه واطحنه في فمي دون أية جروح في اللثة أو كسور في الأسنان·· ليس لي أي تبرير سوى أنني صوفي حباني الله تعالى وخصني بقدرات خاصة· وأود القول أنني أؤدي الصلوات الخمس منذ أن كان عمري سبع سنوات ولم أفوت فرضا واحدا على الإطلاق وأقوم الليل وخاصة في الثلث الأخير حيث ينزل الله تعالى الى السماء الدنيا ويقول: 'هل من داع لأستجيب له، هل من مستغفر لأغفر له، هل من مظلوم لأرد له ظلامته'·
لا اخدع أحدا
؟ أنا لست مقتنعا فقد تخزِّن قطع الزجاج في فمك ثم تلفظها فيما بعد؟
؟؟ لا أخزن أبدا أي شيء في فمي كما يفعل الأشقاء اليمنيون عندما يتناولون 'القات' بل ابلع الزجاج تماما·
والتقط قطعة أخرى وأخذ يقرضها ويلوكها وهو يتحدث وكأن شيئا لم يكن وقال: شيخي عبد القادر الجيلاني·· معلمي وملهمي كان قادرا على فك الكثير من الرموز التي عجز عنها كثيرون·
ردد: (انا لا اخدع احدا)·· ثم فتح فمه وخاطبني قائلاً: (أنظر جيدا هل ترى أي شيء· وفعلا نظرت بامعان شديد ولم اشاهد اية بقايا للزجاج في فمه، لكنه قال بعد لحظة صمت: لكل كائن مكون، وكل واحد له درجة خاصة من النضوج والتفكير فأنا عبد من عباد الله تعالى حباه خالقه بقدرة خاصة·· أنا لست جاهلا أو امياً بل متعلماً تعليما عاليا وأحمل درجة البكالوريوس في طب الاسنان من جامعة عربية·
لست استعراضيا
؟ هل حاولت تقديم ما لديك من قدرات أمام آخرين من اختصاصات متباينة؟
؟؟ لست رجل استعراضات لكنني أثبت قدراتي عند التحدي وخاصة في مجالس الذكر لأصحاب الطريقة الرفاعية والشاذلية والتيجانية والنقشبندية حيث لكل واحد لقب معين وبالنسبة لي فيطلق عليّ ' المحمدي ' من اصحاب الطريقة· وكما قلت في بداية الحديث فعندما يذكر اسم جدي انتقل الى عالم آخر والمريد يعطى السر حسب التقوى فقد يحصل عليها واحد بعد عشر سنوات وآخر بعد عشرين سنة فقد كنت مستقيما، فالعاقل لا يعيش بين المجانين ولا المجنون يستطيع العيش بين العقلاء· ' التقوى هي المعيار بين الصوفيين ' واول مرة أكذب على أمي كانت لحضور جلسة للجماعة فقد كانت رائعة جدا - يقصد والدته - واشبه بالحاكم العسكري؛ ورغم ذلك احترمها لدرجة أنني لا استطيع أن أرفع عيني فيها·
لا انتهازية
؟ كيف تقبلون عضوا جديدا في الجماعة·· هل من معايير معينة؟
؟؟ لا انتهازية في طريقتنا فلا نرد او نرفض أحدا لكن طريقنا صعب والشرط الوحيد هو تقوى الله تعالى ونحن نرحب بأي انسان يتمتع بالورع والتقوى ولديه القناعة التامة بالصوفية· وأنا على سبيل المثال اقرض اربعة انواع من الشعر ولا اخجل من ذلك بل أجاهر بها امام الاخرين دون خوف أو وجل: ' أنا رجل جريح القلب ' فقد عشت في زاوية صوفية وعمري خمس سنوات·
قدرات خارقة
؟ بصراحة هل يتمتع احد من اقربائك بهذه الصفات·· وورثت ذلك؟
؟؟ نعم كان خالي يوقف القطار واذا مررت به ولم تنقله بسيارتك وهو يقف في الطريق فان سيارتك لا تتحرك أبدا· وقد تستغرب أذا قلت لك انني بقدرة الله تعالى استطيع مسك الكهرباء' 3 فاز' دون أن أصاب بسوء واذا اردت اجربها امامك الان حتى تقتنع بما أقول· واذا بصقت على أفعى فانها تنام وتبقى تحت أمري طيلة الفترة التي اريدها دون أن تتحرك وعندما أرميها على الارض فإن عشرة رجال لا يستطيعون الامساك بها· وفي غرفتي المتواضعة احتفظ بجلد أفعى طوله ستة أمتار ووزنه 120 كيلو غراما·· ومد يده تحت سريره وأخرج الجلد·
مادة مضادة
؟ هناك من دخل لجة من النار وخرج سليما·· بماذا تفسر ذلك؟
؟؟ سكت لحظة وأجاب بقوله: هناك مادة مضادة للنار·· قد يكون دهن جسمه بها·
أقدس الاستشهاديين
؟ ما دمت تمتلك قدرات خارقة فلماذا لا تسخرها لرفع الظلم عن المسلمين؟
؟؟ أنا اقدس الاستشهاديين في بلاد المسلمين فتضحياتهم كبيرة وما يقومون به ربما اعظم مما نقوم به·
ولاذ بالصمت مرة أخرى·· فلم ألح في السؤال·
ويقول الشيخ قواسمه: إنه بالعودة الى كتاب المواصفات في أصول الشريعة للعلامة الشاطبي ' المجلد الثاني ' تحت بند (الكرامات وخوارق العادات) نجد أن كل خارقة صدرت على يدي أحد فان كان لها أصل في كرامات الرسول عليه الصلاة والسلام ومعجزاته فهي صحيحة وان ظهر في بادئ الرأي أنها كرامة، إذ ليس كل ما يظهر على يد الانسان من الخوارق بكرامة·
ويقول الشيخ قواسمه: والدليل - كما جاء في الكتاب - أن مخالفة الخوارق للشريعة دليل على بطلانها في نفسها وذلك أنها قد تكون في ظواهرها كالكرامات وهي ليست كذلك بل هي من أعمال الشيطان·
رأي الطب
ترى كيف ينظر الاطباء الاختصاصيون الى هذا الامر الذي يثير الكثير من الاسئلة والتكهنات وهي مشروعة ومبررة بلا تحفظات أيا كان نوعها، يرى الدكتور نعيم أبو نبعة استشاري أمراض الجهاز الهضمي والكبد ان ما يقوم به الشيخ خالد عادة سيئة جدا ولا يوجد اية فائدة صحية على الاطلاق منها بل العكس من ذلك فهي مضرة بالصحة بشكل عام وعلى الاخص للجهاز الهضمي العلوي والسفلي حيث أنها قد تتسبب بجروح وخدوش في الغشاء المخاطي الذي يغطي الجدار الداخلي للجهاز الهضمي وحدوث نزيف هضمي علوي أو سفلي وقد يؤدي كذلك الى انثقاب في احدى مناطق القناة الهضمية وهذا بالطبع يسبب حالة خطيرة جدا مما يستدعي عملا جراحيا مستعجلا·
ويقول الدكتور أبو نبعة: هناك حالات قد لا يحدث فيها مشاكل طبية لأن الجهاز الهضمي قد يقذفها الى الخارج بدون احداث علامات مرضية ظاهرة·
وردا على سؤال قال ان العصارات الهضمية لا تهضم الزجاج ولا يتم امتصاصه الا على نطاق ضيق جدا جدا أو نادر جدا· وهناك بعض الناس مصابون بعادات سيئة وضارة بالصحة فيتناولون زجاجا أو ترابا أو قطعا خشبية للفت الانظار اليهم·
واتوقع لمن يلتهمون الزجاج حدوث جروح في القناة الهضمية واذا استمروا قد يحدث انسداد أو انثقاب في احدى مناطق الجهاز الهضمي الضيقة·· لكن هذه العادة لا تسبب تشمعا في الكبد لكنني أجزم بأن من يقوم بذلك مريض نفسيا بحاجة الى علاج نفسي من وجهة نظري·
رأي الدين
الرسول عليه الصلاة والسلام يعتبر هذا الفعل ضربا من السحر ونهى عن السحر والعمل أو التعامل به·
ويضيف الشيخ بسام قائلا: ويمكن للبعض أن يكيف نفسه على طريقة معينة كما يفعل الاجانب لكن التهام الزجاج هو في الواقع تعامل مع الجن ليس الا·
ويقول: من اين تأتي 'الكرامة '؟·· ما يفعله هذا دس على الصوفية وليست كرامة لأن كرامة الاولياء لا يطلع عليها الناس وليس صاحب الكرامة بكاشف هذه الكرامات وانما عليه أن يحمد الله عز وجل على ما وهبه دون أن يتحدى أحدا· وأود القول إن الاستقامة طريق الهدى·· طريق السنة والاتباع·· طريق الصحابة ومن تبعهم باحسان· هذه الاستقامة هي عين الكرامة فان حصل بعد ذلك خرق العادة اكراما من الله وتعالى لمؤمن صادق فهذه يجب أن يخفيها ولا يذيعها ويشكر الله سبحانه على ما منّ به عليه·
ويعود سبب هذه الظاهرة الى نقص في العناصر الغذائية مثل الحديد والكالسيوم والزنك والعناصر الغذائية الاخرى وقد تلعب العوامل الثقافية والعائلية دورا مهما حيث يكون من يأكل الزجاج على سبيل المثال في بعض الثقافات أمرا عاديا· ويرى الدكتور الزغاري أن بعض الضغوطات مثل اهمال الوالدين لأطفالهم والاساءة لهم وانفصال الوالدين والأبوة الناقصة قد تقود الى هذه الظاهرة· ومن ناحية نفسية يمكن القول أن ظاهرة التهام الزجاج وهي موضوع النقاش تعود الى اضطراب في النواقل العصبية ' مادة الدوبامين ' تصاحبه أوهام وضلالات·
ويضيف الدكتور الزغاري قائلا: هؤلاء الاشخاص يعتقدون بأنهم متميزون عن غيرهم 'جنون العظمة' ولديهم قدرات خارقة لا يستطيع غيرهم القيام بها·· هذا الوهم أو الضلالات تكون في عقل هذا الشخص وحده فقط وأن المجتمع لا يعتقد بهذه الاوهام والافكار·
ولا أبالغ اذا قلت أن هذه الظاهرة قد تكون جزءا من ممارسة السحر والشعوذة والخداع البصري يوهم بها الساحر الناس بقدراته الخارقة وتميزه عن الآخرين ليستطيع التأثير على عامة الناس والبسطاء منهم وخاصة القابلين للايحاء·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©