الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حب النـــــــــاس: (1)

24 فبراير 2005

أناس أحبوك حباً فطرياً موصوداً بأسمى معاني الحب في الوجود·· فلا تخف من غضبهم إن هم غضبوا عليك لأنك تعلم أنهم لن يؤذونك·· فتخرج مطمئناً وقلوبهم تلهج بالدعاء لك بالهداية والتوفيق··· وسعادتك تعني لهم أنهم تملكوا الدنيا ومن عليها·
أناس نشأوا معك·· عشت طفولتك بهم·· تقاسمت معهم كل شيء··
احلامك·· أمنياتك·· ضحكاتك·· حلوتك·· لعبتك·· حتى دموعك كان لهم نصيب فيها··
والآن تحتفظ بصورهم وبذكرى تلك الأيام·· ولكن لا تراهم·· ففي زحمة الحياة تفرقوا·· فالكل يبحث عن ذاته·· ونسوا تلك الذات المتبلورة في ذات واحدة عندما كانوا صغاراً··
واليوم تحلم بان تراهم·· ولكن عندما تصادفهم هل سيتذكرونك؟؟!! أو بالاحرى هل ستتذكرهم·· أنت؟!!
أناس مروا علينا مرور الكرام كمرور البرق قبل نزول الغيث من السماء·· ربما كان ذلك لساعات أو أيام وربما لشهور·· لكن تركوا أثراً جميلاً·· كالأثر الذي يتركه المطر بعد هطوله·· من اخضرار الأرض·· واشراقة الشمس بعد الغيوم·· فلا ننسى وجودهم ونتمنى حضورهم وبقاءهم·· فوجوههم رغم إننا لا نحفظ ملامحها·· تركت بريقاً من النور في أرواحنا·· لأن طيبة نفوسهم انعكست عليها·
أناس أحببناهم بأعلى درجات الصدق·· لعبوا دور البطولة في مسيرة حياتنا·· ارتبطت أسماؤنا بأسمائهم فلا مجال لنسيانهم أو حتى تناسيهم·· غيبهم الموت عنا فرضيا قانعين بقضاء الله وقدره·· لكنه حنين النفس إلى من تحب·· فنشتاق لهم ولنا أمل في أن نراهم حتى لو كان ذلك في احلامنا·· فربما يطفئ ذلك الحلم نار الاشتياق لهم··
أناس أحبوك ولكن لم تبادلهم الحب ولا الكرة·· بل وقفت في مفترق الطريق·· أرادوا العطاء الجزيل فرفضت ذلك ربما جحود·· وربما هي القلوب وما تهوى وتحب··!!فتساءلنا لماذا اختياراتنا في حب البشر أحيانا لا تصيب فنحب من لا يبادلنا ذلك الشعور؟!
أناس نحبهم بكل لغات الحب ومجرد تخيل الحياة بدونهم ضرب من الجنون·· فنتفنن في حبهم·· مرة برسمهم··
ومرة بتكرار أسمائهم على الآخرين··
ومرة بالاحتفاظ بصورهم في حقائبنا··
ومرة بكاتبة أحرفهم على أيدينا ودفاترنا··
فلا نسعد بدونهم ولا نبتسم إلا بحضورهم ولا ندخل مكاناً يرتادونه إلا في وجودهم!!
وندعو الله صباحاً ومساءً في صلاتنا وسجودنا ان لا يحرمنا منهم وأن لا تدمع أعيننا لفراقهم··
صنعة ناصر
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©