السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

د· الوحش: الفيروسات تلتهم أكبادنا!

23 فبراير 2005
حوار ـــ رضا هلال:
الفيروسات تهاجم أكباد الخليجيين، وبشدة·· ليس هذا فحسب، بل أصبحت في كثير من الحالات تفتك بالكبد وتدمر وظائفه·· هذا ما تؤكده الإحصاءات التي أعلنتها منظمة الصحة العالمية التي تستمد معلوماتها وأرقامها من وزارات الصحة في الدول، مشيرةً إلى أن فيروسي (بي) و(سي) حققا معدلات انتشار عالية وصلت إلى 170 مليون مصاب بفيروس (سي) على مستوى العالم، فيما يزيد عدد المصابين بالفيروس (بي) على 350 مليونا حسب تقديرات طبية غير رسمية· وكانت منظمة الصحة العالمية قد قدرت أن ما بين 3,5 إلى 5,5 بالمائة من سكان العالم مصابون بأمراض الكبد، وأن نسبة كبيرة منهم يصلون إلى مراحل متقدمة خطرة لعل أخطرها التليف الكبدي·
حول متاعب الكبد وهمومه·· ومشاكله الخاصة جدا مع الفيروسات التي تستهدفه دون غيره من أجهزة الجسم·· وحول الجديد في تشخيص أمراض الكبد الفيروسية والتليف·· نحاور أحد كبار أساتذة الطب المتخصصين في هذا المجال·· البروفيسور محمد الوحش ابن كلية الطب بجامعة الأزهر والأستاذ في جامعة لندن·· والذي يبدأ حديثه بعرض تفاصيل اكتشافه التشخيصي المهم والذي استأثر باهتمام الأوساط العلمية العالمية خلال الفترة الماضية·· يقول: الكبد عندما يتعرض للإصابة بأحد الفيروسات تتطور الإصابة في الكثير من الحالات إلى التليف، كما انه عند إجراء جراحة مثل زراعة الكبد يحدث نوع من الاختلال في الدورة الدموية الدقيقة نتيجة إفراز الجهاز المناعي لجزئيات كانت مجهولة حتى وقت قريب، وقد تمكنا ـ باستخدام أشعة الليزر لأول مرة ـ من قياس سرعة هذه الجزئيات، ومن ثم تحديد نسبة التلف في الكبد·
يقول العالم العربي الدكتور الوحش إن التجارب على هذه التقنية التشخيصية الجديدة أجريت داخل المعمل مبدئياً، ثم على 80 مريضاً تمت زراعة كبد لهم، وقد أثبتت فعاليتها في تحديد نسبة التلف الكبدي·· وهي تفتح الباب للتشخيص المبكر والدقيق لنسبة الإصابة في الكبد دون الحاجة إلى اخذ عينة كما هو متبع حالياً· أما في مجال زراعة الكبد فقد أصبح ممكنا التنبؤ بحدوث الرفض المناعي مبكرا، ومن ثم يبدأ برنامج العلاج الخاص بذلك قبل حدوث خلل في الكبد أو أي أعراض للرفض، وأصبح في الإمكان كذلك متابعة تطور حالة الكبد في حالات الإصابة بفيروسي 'بي' و'سي'·
وحول الفيروسات الأكثر انتشاراً في منطقتنا العربية يقول الدكتور محمد الوحش أن فيروسي 'بي' و'سي' من أهم الفيروسات التي تصيب الكبد، وكلاهما له آثار تدميرية شديدة بمرور الوقت على الخلايا الكبدية·
ويضيف: الفحوص بالأشعة المقطعية أو الرنين المغنطيسي غير قادرة على التحديد الدقيق لنسبة التلف في الخلايا الكبدية، وكان البديل هو اخذ عينة لإعطاء صورة دقيقة عن الحالة، إلا أن التفكير كان في التشخيص قبل تدهور الحالة· وفي العام 1996 اكتشفت نوعا جديدا من الجزئيات يفرزها الكبد في حالة المرض أو الإصابة فقط، فالكبد السليم لا يفرز هذه الجزئيات بينما يفرزها الجهاز المناعي، ولوحظ ارتفاع نسبة هذه الجزئيات كلما ازدادت نسبة الإصابة أو التلف داخل الخلايا الكبدية، ثم تبع ذلك الكشف العلمي محاولات لقياس سرعة هذه الجزئيات وتسجيلها، ومعرفة العلاقة بينها وبين الإصابة في الخلايا الكبدية· وفي العام 2002 تم استخدام أشعة الليزر في قياس سرعة هذه الخلايا في حيوانات التجارب داخل المعمل، وتم تسجيل القراءات بطريقة يمكن ترجمة أشعة الليزر إلى مستويات مختلفة من التدرج في المرض· وقد تم طرح البحث في مؤتمر طوكيو في ابريل 2004 وهو أول بحث في العالم يربط بين العلاقة بين الجزئيات التي يفرزها الجهاز المناعي داخل الكبد وأشعة الليزر· ثم أمكن بعد ذلك استخدام هذه الطريقة على 80 مريضاً، كانت النتائج ايجابية لأقصى درجة حيث تمت زراعة الكبد لـ 75 بالمائة منهم، وأمكن التعرف على إمكانية رفض الجسم للكبد بعد 90 دقيقة من الزرع وبناء عليه تم علاج المرض قبل الرفض وتلافي الآثار التي تترتب على ذلك· أما الناحية الايجابية الأخرى فتتمثل في التكلفة، والتي تنخفض لان العلاج يتم قبل حدوث المضاعفات·
أما بالنسبة للمرضى المصابين بفيروسات الكبد والتي تؤدي إلى حدوث التليف فقد أمكن تحديد مدى التليف وبدقة دون اللجوء إلى أخذ عينة من الكبد، وبالنسبة للمرضى الذين أصيبوا بالفيروس الكبدي ولكن لم يحدث تليف أصبحت متابعة حالة الكبد أثناء العلاج أسهل بكثير اعتماداً على أشعة الليزر وسرعة الجزئيات الخاصة بجهاز المناعة داخل الكبد ومن خلال هذه التقنية الجديدة سوف يستفيد مرضى الكبد من متابعة تطور المرض وفاعلية العلاج·
ويقول الدكتور محمد الوحش أن هذا الكشف العلمي الطبي حظي باهتمام كبير في الأوساط الطبية والعلمية البريطانية وهناك الآن عدة مراكز تقوم بتطويره
وداعا للجراحة
وحول إمكانية الشفاء من الفيروسات دون جراحة أو علاجات قال الدكتور الوحش أن هذا ممكن جداً حيث مناعة الجسم تستطيع القضاء على الفيروس نهائياً، وعندما يتم إجراء تحليل للمصاب مسبقاً نجد النتائج ايجابية، وهذا لا يعني أن الشخص مصاب فقد تكون إصابة قديمة، وشفى منها·
؟ ما هي المضاعفات التي يمكن أن يسببها الفيروس؟
؟؟ من الحقائق المهمة أن 80 بالمائة من المصابين يمكنهم أن يعيشوا حياة طبيعية دون أن تؤثر على نشاطهم اليومي، وهؤلاء ما عليهم إلا تنظيم عملية الأكل والابتعاد عن مهيجات الفيروس كالموالح والدهون والكحوليات، لأنها تضعف مناعة الكبد وهنا تسهل مهمة الفيروس في قتل الخلايا· وبالنسبة للعشرين بالمائة من المصابين فتكون المضاعفات خطيرة لديهم من حيث حدوث تليف الخلايا الكبدية·
يضيف الدكتور الوحش أن الخلايا الكبدية تتميز بقدرتها على التكاثر والانقسام وتعويض ما يفقد منها، وفي حالة التليف تفقد الخلية هذه الميزة، وتبدأ عقب ذلك أعراض المرض بالظهور على المريض مثل الإرهاق الشديد، والاصفرار الخفيف، وبداية ظهور ارتشاح في البطن·· وهذه الفئة تعاني من مشكلة أن نسبة منهم بسبب التليف يظهر لديهم أورام كبدية، وفي هذه الحالة لابد من التدخل السريع سواء بالعلاج الجراحي أو العلاجات الحديثة مثل التدمير الحراري أو الحقن الكيمائي· ويلفت إلى أن الحقن الكيميائي كان يتم إعطاؤه في الجسم مباشرة فكان يتسبب في إحداث آثار جانبية كالهزال والقيء وفقدان الشعر، وحالياً تم التوصل إلى تقنية جديدة وهي حقن العلاج في الكبد عن طريق استخدام القسطرة الكبدية عن طريق تحديد الشريان المغذي للورم لقتل الخلايا السرطانية فقط·وحول إمكانية انتشار الفيروسات الكبدية يقول الدكتور محمد الوحش أن فيروس (B) ينتشر في المجتمعات المفتوحة والمتعددة الأجناس مثل مجتمع الإمارات وهنا يجب الحرص عند التبرع بالدم أو الذهاب لطبيب الأسنان فالاهتمام بالتعقيم أثناء العمليات الجراحية يقي الإنسان شر الإصابة، كما أن صالونات التجميل واحدة من الطرق التي تنقل الفيروس، واستخدام الحقن المتكرر·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©