السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الحب النـادر

22 فبراير 2005
قد تحب الأم ابناءها فقط·· وقد يحب العاشق حبيبه فقط·· وقد يحب ايا كان شخصا واحدا فقط ذلك الحب الصادق السخي، لكنني احببت الناس جميعا·· أهلي·· اقاربي·· اصدقائي·· معارفي بل كل من صادفته وكل من حولي·· ذلك الحب الصادق المعطاء·· الحب الذي يخلو من المصالح يخلو من الحسد والغيره والحقد·· ذلك الحب الذي يحمل الابتسامة لكل من اصادفه امامي ابتسامة تحمل اجمل كلمات الدعاء·· فما رأيت فقيرا الا ودعوت برزقه·· ولا مهموما الا بجلاء همه ولا حزينا إلا بسعادته·· ولا محتاجا الا باكتفائه·· ولا متخاصما الا بصلحه·· ولا فرحا الا بدوام فرحه تمنيت ان ارى كل من على هذه الارض كي امنحهم حبي وصدقي واخلاصي·· واهبهم كل ما املك وان كان قليلا غير وافي من ذلك الحب الطاهر·
وتمر الايام تلو الايام·· لاكتشف ان ليس كل ما افعله صحيحا·· فأنا مخطئه·· بل أنني اهملت حق نفسي في الدعاء والمحبة والعطاء·· بل ان الناس جميعهم لا يستحقون شيئا من هذا الحب وتمر ايام اخرى لتؤنبني على ما اعتقدته·· فتراجعت عما قلته وما تركته·· فأصبحت كذلك مخطئه اذا·· متى كنت على صواب··؟ احببت أم لم أحب مذنبة والقى اللوم على حبي كجزاء ومع ذلك·· مازلت اعتقد بأني اخطأت في اعتقادي الاول·· فلماذا حكمت على الناس جميعهم بأنهم لا يستحقون ذلك الحب الصادق الخالص··؟ فمنهم من منحتهم المحبة والاخلاص ولو استطعت لبذلت الروح لاسعادهم وهم حقا لا يستحقون ومنهم من اهملتهم بعد ذلك لمجرد مروري بتجربة جمعني القدر فيها بغيرهم من قبلهم·· فظلمتهم·· وحرمتهم ذلك الحب الذي بات نادرا في زماننا هذا وهم في امس الحاجة اليه·· فلما لا امنحهم تلك الفرصة التي منحتها لغيرهم ممن لم يستحقوها؟
حسنا·· فلقد علمت اليوم ان كل من قدر هذا الحب ما هو الا جوهرة ثمينة·· كلما منحناه حبا صادقا سخيا منحنا بريقا صافيا محملا بالوفاء والجميل والعرفان·· يبشر باستمرار هذا الحب ··مستقبلا·· وابدا فهنيئا لكل من اكتسب هذا البريق ضوءا يشع له يوما في ظلمة طريق هذا الزمان·
ايناس احمد الحبشي
ابوظبي
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©