الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

رسائلكم وصلت

20 فبراير 2005
سر السعادة!!
إلى صحيفة الاتحاد··
تحية طيبة وبعد··
بعد قراءتي للموضوع المنشور في صفحتكم الكريمة يوم الاثنين الموافق 14/5/2005 للأخت رنا ابراهيم راشد تحت عنوان سر التعاسة ، وجدت نفسي أمسك قلمي وأسطر هذه الكلمات محاولة أن أصل أقل قدر ممكن من احساسي تجاه هذا الموضوع، مسكت قلمي وأنا وسط أوراقي وكتاباتي وفكري مشتت ماذا سأكتب هذه المرة حتى وقع نظري على سر التعاسة ووجدت نفسي أقرأه وكلي ألم لما تحمله هذه الكلمات، وفجأة بغير علم مني عزلت أوراقي وكل ما أمامي باحثة عن ورقة بيضاء أكتب فيها ردا للأخت رنا·
عزيزتي رنا·· تحيتي لموضوعك وليس لك!! لأنني بكل بساطة بقدر ما أعجبت بكلماتك وطريقة وصفك للمعاناة والعالم الذي يحيط بك لا أريدأن أراك تعيسة!! وان لم تربطنا معرفة شخصية، ولكن يربطنا أهم من هذا تربطنا الانسانية والاحساس ببعضنا البعض·
عزيزتي كوني على ثقة تامة بأنه لو أخذ كل شخص يتحدث عن همومه ومشاكله فتصبح الدنيا كلها بائسة ومظلمة، فليس هناك شخص يعيش السعادة فقط! ولكن يا أختي لا بد ان يكون هناك خيط يربطنا بالأمل وحبل يخرجنا من حفرة البؤس والظلم الى النور والضياء، فأين ايمانك بالله؟ وأين ايمانك بقضاء الله وقدره؟!! عندما نشعر بأن الله يرانا ويراقبنا وهو الذي يكتب لنا حياتنا ويرسم لنا منهجنا نحس بالراحة، لا أنكر مدى قوة وسواس الشيطان في نفوسنا، ومدى ضعفنا تجاه هذا الوسواس الذي لا نحاربه بل نخضع له بالدموع ودفن الرأس بالوسادة وتخيل الأحداث واللحظات الحزينة التي تزيد القلب مرارة والدمع حرارة!! فلماذا يا عزيزتي·· وأنا شخصيا كنت مثلك يوما ما وأعترف بهذا·· وليس العيب ان أعترف ولكن العيب أن ننكر!! فقد كرهت الحياة وكل من فيها حتى مرت عليّ فترة لا أخرج حتى من غرفتي الخاصة حتى ساءت حالتي الصحية، فبعدها قلت لماذا هذا كله؟ لماذا أبني بنفسي أوهاما قد لا توجد على أرض الواقع؟ فهل مصيبتي أكبر من مصيبة أهل العراق وفلسطين!!
هنا توضأت وفرشت السجادة وبكيت حتى جفت دموعي ووصلت الراحة الى قلبي وخرجت انسانة أخرى غير التي كانت في غرفتها منذ ثوان·· عزيزتي انظري الى مصائب غيرك فتهون عليك مصيبتك، فليس هناك شيء في الدنيا يستحق الدموع والبكاء وان كانوا أقرب الناس لأننا نعيش زمن المصالح والاستغلال·· فالقلوب الصافية انقرضت! فلا تجعلي طيبة قلبك نقطة ضعفك، فكفاك دموعا يا أختي فأنتي أقوى من هذا كله·· وتفاءلي بالخير تجديه··ولا تنسي قول الرسول عليه الصلاة والسلام الذي يزيدني شخصيا الاحساس بالأمل والتفاؤل عجبا لأمر المؤمن ان أمره كله خير·· وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن، ان اصابته سراء شكر، فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر، فكان خيرا له ، صدق الرسول عليه الصلاة والسلام·
سميرة عمر - العين
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©