الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

صرخة الطفل الأولى ·· بداية الكلام

18 فبراير 2005
إعداد- مريم أحمد:
إن من الصعب تصديق ما يلي، لكن الطفل يبدأ بالتحضير للنطق والكلام منذ اللحظة التي يولد فيها· فهو يبدأ حينها بالاتصال مع والدته لشرح احتياجاته الأساسية· وصرخة الطفل الأولى لحظة ولادته قد تعني: ' أنا أشعر بالبرد '· وبينما هو ينمو، يبدأ بإصدار الأصوات، وفهم الكلام، واستخدام الكلمات، والمشاركة في النقاش· لكن كيف يمكن للأم أن تلاحظ كل ذلك، وتكون على عِلم بالمراحل التي يمر بها الطفل حتى يتعلم النطق الصحيح· لنتعرف على تلك العلامات منذ لحظة ظهورها وقت الولادة وحتى إكمال الطفل لسنته الأولى·
يتعرف كل من الطفل ووالدته على بعضهما البعض خلال الأسابيع القليلة الأولى من حياة الطفل· وعندما يبدأ الطفل الرضيع بالبكاء، نلاحظ تغَيّر نبرة صوت الأم· ومع مرور الوقت تصبح الأم قادرة على تمييز بكاء الطفل حيث تعلم متى يكون جائعا أو مبتلا أو تعبا·
الجدير ذكره أن الطفل الرضيع يسمع الأصوات التي تصدر حوله، كما انه ينتبه أو ربما ينزعج من الأصوات العالية والمزعجة· ويُذكر أنه بعد اليوم الثالث من الولادة، يصبح الطفل الرضيع قادرا على تمييز صوت والدته، وقد يتوقف عن البكاء حين يسمع صوتها· وبعد تسعة أيام من الولادة، يبدأ الطفل الرضيع بتتبع مصدر الأصوات بعينيه· فتجده يستدير باتجاه مصدر صوت والدته، أو قد يتوقف عن اللعب عند سماعه صوتا غير مألوف·
ومما تجدر الإشارة إليه أنه منذ الولادة وحتى ثلاثة أشهر، يتعلم الطفل تقليد وتكرار بعض الأصوات، مثل (آ) ، أو (أي)· وتتحول تلك الأصوات فيما بعد إلى حروف و أصوات الكلام· وتشير نتائج الدراسات إلى أن الطفل يولد وهو يملك القدرة على تعلم واستخدام أي لغة· وطبعا، سيتعلم الطفل اللغات التي يسمعها دائما·
وعندما يبلغ الطفل الأشهر الثلاثة من عمره، سيبدأ بالابتسام· وبعد علامة الاتصال الإيجابية تلك، ستتفاعل الأم مع طفلها أكثر فأكثر- وذلك بالتحدث معه واستخدام تعابير الوجه لتشجيعه على الابتسام مرة أخرى· وقد يستجيب الطفل لوالدته بالابتسام وبإصدار الأصوات الطفولية المعروفة·
وتوصي شارون فرانك، الأخصائية في علم الامراض، بتقليد الأصوات التي يصدرها الطفل· وتعلق على ذلك بقولها : ' وهذا سيجعل ابنك يفهم أنك تستمعين إليه، كما أن ذلك سيشجعه على إصدار الأصوات مجددا ·'·
لكن كيف تساعد الأم، في هذه المرحلة العمرية، في تشجيع مهارات النطق والكلام لدى الطفل؟ تجيب شارون فرانك على هذا السؤال بقولها : ' في هذه المرحلة، يستجيب الطفل للمسة والديه وتعابيرهما الوجهية أكثر من استجابته لكلماتهما· '·
بعد إكمال الطفل للشهر الرابع من عمره، تجده قادرا على النظر حوله للبحث عن مصادر الأصوات الجديدة· كما أنه سيصغي إلى الموسيقى· ويبدأ الطفل بإصدار أصوات مثل (با)، أو (بو)· وتؤكد شارون على أهمية تقليد الأصوات التي يصدرها الطفل· وأضافت بقولها : ' وعندما يشير طفلك إلى الأشياء، فان عليك بذكر اسم تلك الأشياء· وابدئي بالإشارة إلى الأشياء بنفسك حتى ينتبه إليها الطفل، ومن ثم اذكري اسمها أمامه·
سيبدأ الطفل خلال تلك الأشهر من عمره بالاستمتاع بالألعاب البسيطة· كما أنه سيبدأ بتمييز اسمه، وأسماء بعض الأشياء مثل كلمة (حليب)· كما أن حصيلته اللغوية ستتطور ويصبح قادرا على نطق بعض الحروف والكلمات الغير مفهومة تماما مثل (غاغا)، أو (واوا)· ويمكن اعتبار تلك الحروف كما لو كانت كلمات يلفظها الطفل، إلا أنها كلمات غير مفهومة· وبعد أن يُكْمل الطفل سنته الأولى، يصبح قادرا على لفظ كلمة أو كلمتين ، مثل (ماما)، أو (باي باي)·
وعلى الوالدين في هذه المرحلة الاستمرار في تطوير مهارات الكلام لدى الطفل، وذلك عن طريق التحدث إليه· وخلال هذه الفترة، يكون الطفل مستعدا وراغبا في تعلم اللغة· وطبعا فان أفضل مصدر لغوي للطفل هو الوالدان اللذان يعتمد عليهما في تطوير وتحسين مهاراته اللغوية· ولاشك في أن توفير بيئة لغوية تعليمية غنية من شأنه أن يعمل على تطوير المهارات اللغوية لدى الطفل·
وانتبهي عزيزتي الأم، واعلمي أن تلك المراحل التطورية في حياة الطفل تُعَدّ دليلا إرشاديا هاما للوالدين، ليكونا على علم بالتطورات والتغييرات التي يمر بها الطفل خلال فترة نموه، لكن يجب تذكّر أن كل طفل يختلف عن الآخر· وقد لا تنطبق تلك التطورات على جميع الأطفال· لكن هناك بعض الملاحظات التي قد يلاحظها الوالدان على طفلهما خلال سنته الأولى، وإذا ما ظهرت فان من المهم جدا التصرف واستشارة الطبيب المختص· ومن الأمور الهامة التي قد تعني تأخر الطفل لغويا ما يلي :
- في حال لم يستجب الطفل للأصوات بعد الشهر الثالث من عمره، أو أنه لا يلتفت باتجاه مصدر الصوت·
- إذا لم يقلد الطفل، الذي يبلغ من العمر ثمانية أشهر، الأصوات التي يسمعها من حوله·
عدم استجابة الطفل بعد إكماله السنة لحديث الأشخاص من حوله، أو لم يُبْدِ أي اهتمام أو انتباه، أو لم يحاول التواصل مع من حوله·
وإذا ما لاحظ الوالدان أو خَشِيا من أن طفلهما ربما يعاني من مشاكل في السمع، أو النطق، فان عليهما استشارة طبيب الأطفال· ولا شك في أن التشخيص المبكر لمشاكل السمع والنطق يعتبر أمرا هاما جدا، وذلك لأن للتشخيص المبكر تأثيرا كبيرا على عملية التطور اللغوي لدى الطفل· كما أنه يمنع ظهور مشاكل أخرى في المستقبل تكون متعلقة بالسلوك والتفاعل الاجتماعي والمستوى التعليمي·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©