فكرة ثقافة بلا حدود التي أطلقها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى للاتحاد، حاكم الشارقة، والتي تؤمن مكتبة صغيرة لـ''22 ألف أسرة'' في الشارقة، من الأفكار الحضارية الرائدة في الإمارات، والتي توفر للأسر نواة مكتبة منزلية، من حيث حسن الاختيار، ومعرفة الانتقاء، ومجانية الكتب، وسهولة توصيلها إلى باب البيت، ففي الأولى تلغي عدم المعرفة والدراية بالاختيار، وفي الثانية تلغي عدم الاستطاعة المادية، وفي الثالثة تلغي تبريرات عدم توفر الوقت، ومشقة العناء والبحث· إن تكوين مكتبة أسرية يجب أن يكون من أولويات الناس حاضراً ومستقبلاً، فلو استطعنا أن نستغني عن ثمن وجبة سريعة إسبوعياً لتعليف أطفالنا، واستعضنا بدلاً منها شراء كتاب يقرأه، وعودناه على ذلك، فسيكبر الصبي بدون وزن زائد في الجسد، وبعقل واع، ومعرفة تملأ الرأس· فكرة ثقافة بلا حدود، وتكوين نواة لمكتبة أسرية كانت من أولويات رئيسة تشيلي حيث سعت إلى تزويد 130 ألف أسرة بحقيبة تحتوي على 50 كتاباً مختلفاً ومتنوعاً في المعرفة، وكانت فكرة الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في معرض أبوظبي الدولي للكتاب دعم مشتريات الطلبة والمدارس من الكتب والوسائل التعليمية لاكتساب المعرفة، بأيسر السبل، وتوفيرها وإدامتها للأجيال الشابة، عماد الوطن· وخلال هذا الأسبوع كان لنا لقاء نظمته مؤسسة الإمارات المشرفة على جائزة بوكر العربية للالتقاء بالفائزين من الروائيين العرب بأول جائزة بوكر العربية في الرواية، حيث تبين لنا كم ساهمت مثل هذه الجائزة في زيادة قراء الرواية، حيث طبعت من بعض هذه الروايات الطبعة السابعة والثامنة، وهذا رقم قياسي في الوطن العربي، يحسب للجائزة والترويج والاحتفاء بها وسط قراء العربية، خاصة أن هذه الكتب الفائزة ستترجم إلى لغات عالمية كالإنجليزية والفرنسية· وخلال الشهر المنصرم كان لي لقاء في مركز محمد بن خالد الثقافي الذي يكاد يكون الوحيد في العين بجهود شخصية وفردية يعتني بالثقافة والأدب منذ نشأته قبل 13 عاماً أو يزيد، كان اللقاء لمناقشة كتاب بعد توزيعه بمدة على القراء، ومحاورة مؤلفه، وقبل أيام كان لي لقاء مماثل في صالون أدبي وثقافي تديره مجموعة من السيدات المتنورات في أبوظبي يناقش في هذا الصالون كل شهر كتاب، ويتحاور مع مؤلفه· كل هذه التقاليد الثقافية والأدبية نحتاجها في مدن الدولة لتعميم الفائدة، وتكريس معنى القراءة، وضرورة الوعي، ومعنى الحوار، والالتقاء مع الآخر· وبالأمس انطلق الحوار العربي الألماني الذي ترعاه مؤسسة محمد بن راشد، وذلك لتقريب وجهات النظر بين نحن والآخر، وضرورة التواصل الثقافي والحضاري معه، وإيجاد السبل لردم الهوة بين الثقافة العربية والإسلامية والأوروبية، فطالما هناك إنسان وعطاء وإبداع، فالجميع يبتعد بفراسخ عن الشد والحرب وإلغاء الآخر، هناك نقطة تقاطع يجب أن يلتقي فيها الجميع، وهي الحضارة الإنسانية، وكيف نرقى بالإنسان· وأخيراً·· أورد تقرير منظمة الـ''يونسكو'' لحال الكتاب وقارئه وحصة الفرد من عناوين الكتب في العالم، والوطن العربي: أوروبا: 600 عنوان كتاب لكل مليون أوروبي· الولايات المتحدة: 215 عنوان كتاب لكل مليون أميركي· الوطن العربي: 28 عنوان كتاب لكل مليون عربي· آخراً·· في الوطن العربي هناك 100 مليون أمي، 64% منهم من النساء!!