العقوبات الرياضية في كل زمان ومكان ليس الهدف منها ذبح المخطئ بقدر ماهي للإصلاح والتهذيب والإشعار بالوقوع في الخطأ· والعقوبات الأخيرة التي أوصت بها اللجنة الفنية باتحاد كرة القدم برئاسة عبدالوهاب الأحمد مناسبة·· والحديث بالطبع عن العقوبات التي تم اتخاذها بحق اللاعبين الدوليين سبيت خاطر وعلي عباس ''لتزويغهما'' من معسكر المنتخب الوطني·· حيث تخلف سبيت ليلة كاملة دون إذن، وتأخر علي عباس يومين متتاليين عن التدريب وعن العودة المسائية للمعسكر· العقوبة التي أوصت بها اللجنة الفنية والتي تراءى لها إيقاف اللاعبين ثلاث مباريات عن الدوري المحلي والإيقاف لمدة سنة عن المنتخب الوطني أو توجيه إنذار نهائي بالإستبعاد النهائي من المنتخب الوطني في حالة التكرار· قناعتنا أن العقوبة مناسبة جداً في شقها المحلي لأنها متطابقة مع اللوائح وقد راعت اللجنة التخفيف فيما يخص الشق المحلي المتعلق بحق الأندية وهي مراعاة منطقية وصائبة لأن الخطأ وقع من اللاعبين في المنتخب وليس النادي والمتسبب هو اللاعب دون أن يكون لناديه دخل مباشر بما حدث·· أما العقوبة الدولية فمدتها تعتبر حقا أصيلا من حقوق اتحاد الكرة وهو يمكنه تغليظ العقوبة إذا أراد لأن اللوائح تعطيه الحق في اتخاذ أي عقوبة يراها مناسبة لحجم الخطأ دون أن يلومه أحد·· لأن العقاب هنا يخص سمعة وكبرياء المنتخب الوطني باعتباره رمزاً غالياً لكرة القدم الإماراتية· خلاصة القول نحن نرى أن اللجنة التي تولت التحقيق واتخذت التوصية قد حالفها الصواب في حجم العقوبتين ودلالتهما·· وسيكون من العدل والصواب أن يصادق عليهما مجلس إدارة اتحاد كرة القدم· إذا تم تسجيل أهداف كثيرة ممتعة كما حدث في مباراة الوصل والشارقة قالوا مباراة الأخطاء الدفاعية والإثارة الفارغة·· وإذا خرجت بالتعادل السلبي أو الفوز بهدف وحيد قالوا عنها مباراة تكتيكية من الدرجة الأولى والغريب أن يقال هذا الرأي حتى لوكانت المباراة في غاية الملل وأصابت الذوق الكروي في مقتل··أخشى أن يردد بعضنا الكلمات غيباً وكأننا نحفظها عن ظهر قلب··مرة أخرى وليست أخيرة بعضنا وليس كلنا! هكذا هي كرة القدم وهكذا هي أحكامها القاطعة الحادة ·· ولاتقل لي ماذا لو سجل الشعب من ضربة جزاء وخرجت المباراة بالتعادل·· فلو حدث ذلك لتغيرت موجة النقد 360 درجة ولأصبحت كلمات المديح تنصب على الرمادي بدلا من كلمات الهجاء القاسية·· ولاتقل لي أيضا ماذا لو احتسب الحكم فريد علي الهدف الوحداوي الذي جاء من ضربة رأس بارعة من اللاعب باربوسا فلو حدث ذلك لتحولت كلمات النقد لأحمد عبد الحليم 360 درجة أيضاً·· قلت لصديقي الذي حدثني في هذا الأمر ياسيدي كرة القدم طول عمرها أحكامها هكذا قاسية لاتعترف أبداً بكلمة لو ولا تشفع للمهزومين أقصد المدربين المهزومين أبداً ·· الله يسامح نقادها وعشاقها وكفى!