مهما تطول فترة المنتخبات الوطنية أو تقصر فلا بد لنا من عودة إلى الجذور! وجذورنا معروفة، فنحن كائنات ''دورية''، إذا جاز التعبير، وكلمة ''دورية'' نسبة إلى الدوري الذي نحبه ونعشقه ربما أكثر من أي شيء آخر، ولا نستطيع أن نبتعد عنه كثيراً، وإذا ابتعدنا عنه لظروف ''منتخبية''، تراه ''يوحشنا'' جداً ونشتاق إلى عودته السريعة! واليوم يعود دوري المحترفين الإماراتي في جولته السابعة بعد سلسلة من الأيام السعيدة -ربنا يديمها- قضيناها في رحاب المنتخبات الوطنية الثلاثة·· منتخب الناشئين الصاعد لمونديال نيجيريا، ومنتخب الشباب المتأهل لمونديال القاهرة، والحائز بجدارة وبالعلامة الكاملة على بطولة كأس شباب آسيا 2008 بمدينة الدمام السعودية قبل عدة أيام، والمنتخب الكبير الذي أنهى المرحلة الأولى من التصفيات الحاسمة المؤهلة لمونديال جنوب أفريقيا،2010 حيث لعب مباراته الأخيرة الأربعاء الماضي أمام المنتخب الإيراني هنا في الإمارات، وهي المباراة التي انتهت بالتعادل 1/1 وقدم فيها المنتخب عرضاً قوياً لم يقدمه من سنوات وضاع منه فوز كبير كان في متناوله لكنها كرة القدم التي لا بد وأن نرضى بأحكامها في نهاية الأمر، كانت مرحلة خصبة أفادت كرة الإمارات جيداً ونقلتها نقلة نتمناها كبيرة بإذن الله خاصة على صعيدين، الأول: على صعيد المستقبل بعد انتابنا شعور بالرضا والاطمئنان على عملنا في المراحل السنية خاصة في وجود مدربينا المواطنين الذين أبلوا بلاء حسناً وأخذوا ثقة يستحقونها وقفزة نوعية للأمام، والثاني على صعيد المنتخب الوطني الأول، فعلى الرغم من أن حلمه على المنافسة المونديالية قد تبخر تقريباً نظراً لانحسار رصيده عند نقطة وحيدة من أصل 12 نقطة، إلا أنه بمباراته الكبيرة أمام إيران يكون قد أخذ دفعة معنوية هائلة قبل انطلاقة كأس الخليج التاسعة عشرة التي سوف تنطلق بالسلطنة اعتباراً من الرابع من يناير المقبل، وهو أمر مهم للغاية ونحن على ثقة أن هذا الأمر سيكون له تأثيره الإيجابي في المجتمع الخليجي، وبصراحة فقد أثبت الأبيض الكبير أنه بخير، وأن ما صادفه في الفترة الأخيرة أيام ''طيب الذكر'' الكابتن ميتسو كان أمراً استثنائياً له أسباب كثيرة لا ينجو منها أحد! نعود للدوري فنقول له حللت أهلاً ونزلت سهلاً، وكل ما نتمناه أن تتواصل أيام الكرة الجميلة، وأن تنعكس البيئة المنتصرة والبيئة الاحتفالية على المسابقة الأم، فنشاهد مباريات أجمل وأقوى وروحاً رياضية أفضل وتقبلاً لقرارات الحكام، حكامنا الذين يثبتون بالمقارنة بين ما نشاهد ونسمع ونقرأ مايحدث خارج الحدود أنهم -والحمدلله- بألف خير· آخر الكلام قرأت الكلمات الكبيرة التي قيلت في حق الاتحاد الآسيوي أمثال الاتحاد الفاشل والاتحاد العنصري وكلمات أخرى من أمثال ضرورة تصعيد الأمر لـ''الفيفا'' وعندما علمت أن أسباب هذه الحملة الشرسة لا يزيد عن كونه مجرد خطأ حكم في مباراة لكرة القدم، عندما علمت بالسبب قلت غير معقول فالموضوع أكبر بكثير من مجرد ''قشة الحكم التي قصمت ظهر البعير''!