أدلى مدير دراسات وتخطيط المواصلات في هيئة الطرق والمواصلات في دبي عبدالمالك إبراهيم أبو شيخ بتصريح قال فيه: ''إن الخسائر التي يتسبب بها الازدحام المروري في دبي يقدر بـ 4,6 مليار درهم سنوياً (1,25 مليار دولار) أي بما يوازي 3,15% من إجمالي الناتج الداخلي للإمارة· ونقلت الصحف عن أبو شيخ قوله: إن الهيئة قد تلجأ إلى إجراءات قاسية لتشجيع استخدام النقل العامل، بما في ذلك إمكانية الحد من إصدار رخص القيادة مع بدء تشغيل مترو دبي في ،2009 وبلا شك فإن الكثير من سكان الإمارة بانتظار هذه الخطوة التي لن تكون دبي الوحيدة في إقرارها فقد لجأت إليها بلدان كثيرة لمواجهة وباء الزحام الباهظ التكاليف· وإذا كنا نستطيع تحمل هذه الكلفة الاقتصادية فيما مضى فإننا كأي مكان في العالم سنحتاج لتقنين خسائرنا قدر الإمكان في الأيام المقبلة خاصة ونحن في مواجهة أزمة اقتصادية تعصف بالعالم أجمع!! إننا نخسر كثيراً في هذا الزحام المتزايد، ونتحمل دفع فاتورته بشكل أو بآخر، هذه الفاتورة التي تنال اهتماماً عالمياً متنامياً، لما تسببه هذه الاختناقات من استنزاف للموارد البشرية والمادية للدول، ما يجعل تشبيه خطورتها بـ ''الوباء '' أمراً منطقياً جداً!! إن أعمال الصيانة التي تجريها هيئة الطرق في دبي والبلديات المختلفة في الإمارات الأخرى حوّلت البلد إلى ما يشبه الورشة المفتوحة على الجهات الأربع وجعلت من الطرق البديلة عذاباً يومياً يعاني منه مستخدمو الطرق، ما يجعلنا نقول كان الله في عون تلاميذ المدارس، ومرضى السكر والقلب والضغط، والنساء الحوامل، في الحقيقة كان الله في عوننا جميعاً، هذا ما كنت أفكر فيه وأنا عائدة من سوق السمك ظهر أمس الأول السبت، لقد احتجت لأكثر من ساعتين لأصل إلى منزلي ما جعلني أشك في أن السمك الطازج الذي اشتريته ما زال صالحاً للاستعمال بعد كل هذا الوقت في صندوق السيارة الخلفي!! لقد عبرت بجانبي سيارة إسعاف كانت صافرتها تدوي صامة الأفق، كانت تبحث عن مسرب آمن لتمر سريعاً، حاول الجميع منح السيارة فسحة طريق تعبر من خلاله لكن جميع المحاولات لتمريرها باءت بالفشل فكل المسارب كانت كثقب إبرة، وكانت سيارة الإسعاف كجمل يريد أن يلج من خلال هذا الثقب، دعوت أن تكون السيارة فارغة من أية حالة مستعجلة، وإلا فالله وحده يعلم مصير المريض الراقد فيها!! أتساءل أحياناً لماذا تزدحم مدننا طيلة الـ 24 ساعة، فهناك أوقات للذروة في كل مدن العالم، وهي أوقات معروفة والزحام الشديد خلالها مبرر ومقبول لكن أن تزدحم الشوارع في الواحدة فجراً، ألا تستطيع الخروج بأمان في يوم الإجازة، أن تنتقل الزحمة إلى الأحياء النائية حيث لا شركة ولا مؤسسة ولا بنك، لقد حوّلت المسارات طرقات الأحياء السكنية الهادئة إلى طرق بديلة ومختصرة بسبب الازدحام لكنهم اعتدوا على خصوصية هذه الأحياء دون أية ردود فعل من ساكنيها· ayya-222@hotmail.com