لا يساورني أدنى شك في أن المنتخب في هذه المرحلة يدفع فاتورة غياب المهاجم المواطن في الأندية والتي تعبر عنها التصفيات الحالية بوضوح من خلال التراجع المستمر في قدرات التسجيل في صفوف ''الابيض''· ولاشك في أن هذه المشكلة ستظل قائمة في ظل ندرة المهاجمين المواطنين في أنديتنا بفضل اعتماد الأندية الجذري على المهاجمين الأجانب للعب هذا الدور في المسابقات المحلية· ليس في مباراة إيران الأخيرة وحسب والتي عانينا فيها من ضياع الفرص، رغم أنها كانت الأكثر لكن في جميع المباريات الماضية كانت هناك فرص متاحة للتسجيل لم تجد من يعرف كيف يترجمها إلى أهداف· المنتخب ''لو'' كان يملك قدرات هجومية أفضل في التسجيل ويملك نوعية اللاعب القناص الذي يستطيع التعامل مع الفرص التي تتاح لكنا في وضع أفضل من حيث الرصيد والنقاط· لكن في كل الأحوال ''لو'' ما تنفع في الوقت الحالي لأن ما فات قد فات ولأن حل مشكلة غياب المهاجم المواطن معقدة ويتداخل فيها أكثر من طرف، وحلها يحتاج إلى وقت طويل، وكل ما يهمنا في الوقت الراهن التركيز على النقاط التي نقدر على حلها للمحافظة على الانطلاقة التي حصلت لـ''الأبيض'' في مباراة إيران ونجعلها دائمة ومستمرة· لدينا مشكلة في المهاجم المواطن ولا نريد أن تستفحل القضية وتطال مراكز أخرى، وهنا نطالب اتحاد الكرة على وجه التحديد بأن يجد حلا لسالفة اعتزال اللاعبين دوليا، كل يوم يطلع علينا لاعب ويعلن اعتزاله اللعب دوليا أو بمعنى أصح اعتزاله اللعب مع المنتخب على وجه التحديد، لأن هؤلاء اللاعبين يملكون فرصة الظهور خارجيا مع أنديتهم في حال تواجدت هذه الأندية في منافسات قارية خارجية· في هذا الوضع ما ينفع تطبيق المثل الشعبي ''اللي مايبغيك لا تصيح تبقيه''، أي لاعب يملك القدرة على التفوق في المسابقات المحلية من الواجب أن يتم اختياره لتمثيل المنتخب، لأننا اليوم نرى مجموعة تظهر بصوره باهرة في الدوري مثل محمد عمر وعبدالسلام جمعه ومعتز عبدالله، لا يشاركون مع المنتخب بسبب قصة الاعتزال الدولي، والمشكلة أن هذه القائمة في تزايد مستمر وانضم إليها قبل أيام بشير سعيد· القضية تحتاج إلى حل جذري، وأعتقد أن اتحاد الكرة مطالب بأن يفرض مبدأ لا يقبل المساومة بأن من حق المنتخب الحصول على أي لاعب يريده، وعليه أن يتجاهل موضوع الاعتزال الدولي، رغم أنه مطبق في الكثير من دول العالم، على الأقل هناك لديهم عشرات الآلاف من اللاعبين يختارون من بينهم، بينما نحن في الامارات ما نصدق متى نرى لاعبا متميزا من أجل أن يضم للمنتخب