** لابد من الاعتراف بأن النقطة الوحيدة التي كسبها ''الأبيض'' في تصفيات كأس العالم حتى الآن لا تكفي لإنعاش الأمل في التصفيات، لاسيما أن ''الأبيض'' لن يشارك في الجولة المقبلة بعد أن أكمل مبارياته في مرحلة الذهاب، مما يعني أن الفارق بينه وبين المتنافسين على بطاقتي المجموعة سيزداد اتساعاً· ** وبرغم تلك الحقيقة، إلا أنه من المنطق أن نؤكد على عدة محاور مهمة: - أولاً: ان ''الأبيض'' قدم أمام إيران أفضل أداء له منذ سنوات طويلة بما في ذلك خليجي 18 وكل مشواره في تصفيات كأس العالم الحالية· - ثانياً: أن المنتخب، وبشهادة الجميع، بما في ذلك موقع الاتحاد الآسيوي ولاعبو منتخب إيران، كان الأقرب الى الفوز وأنه أضاع عدة فرص محققة كانت كفيلة بتسجيله فوزا عريضاً على المنتخب الإيراني· - ثالثاً: أن الروح القتالية التي أدى بها اللاعبون المباراة، استثماراً لأجواء الفرح التي تعيشها كرة بلادهم، تعد من أهم المكاسب، ولو أدى ''الأبيض'' مبارياته السابقة بنفس الروح، لما وجد نفسه في هذا الموقف الصعب· - رابعاً: لسوء الحظ أن الأداء الرائع جاء بعد أن خسر ''الأبيض'' 9 نقاط كاملة في أول ثلاث مباريات، ولحسن الحظ أن الأداء المقنع جاء في المباراة الرسمية الأخيرة قبل التحول للإعداد لدورة الخليج التي يحمل ''الأبيض'' لقبها، مما ينعش الآمال في قدرة الفريق على تقديم وجهه الحقيقي عندما يحل ضيفاً على مسقط 2009 ، فالانطباع الجيد عن حالة ''الأبيض'' سيرافق الفريق في مهمته الخليجية وهو أشبه برسالة لكل من يهمه الأمر بأن ''الأبيض'' قادر على الدفاع عن لقبه وأنه لن يكون رقماً هامشياً في المحفل الخليجي· - خامساً: الأداء المقنع للمنتخب لا ينفي قناعتنا بأن دومينيك مدرب الفريق ظلم أحمد خليل نجم وهداف بطولة آسيا للشباب عندما أشركه في المباراة، برغم أن دومينيك يعلم أن أحمد خليل كان مشغولاً طوال الأيام التي أعقبت البطولة الآسيوية بحفلات الاستقبال والتكريم، وكان يجب الحفاظ عليه بعيداً عن تلك المواجهة الساخنة، فهو نجم يعاني من الإرهاق وعدم التركيز، ولابد من الاستفادة من تجربتنا مع إسماعيل مطر الذي استهلكناه في مباريات الشباب والأولمبي والأول حتى وصل الى مرحلة من الإعياء والتشبع دفعت الكثيرين للمطالبة بإنقاذه من كل تلك الضغوط، فالموهبة ثروة يجب ألا نهدرها في سنوات معدودة· - سادساً: لا نملك إلا أن نقول لكل لاعب: ارفع رأسك·· فقد كنت الأفضل والأقدر·· وبإمكانك أن تعوض ما فاتك في تصفيات المونديال بالتألق في الاستحقاقات المقبلة، ويكفي أنك استعدت ثقة جماهيرك وأثبت أن الأبيض يمكنه أن يمرض ولكنه لا يموت! ؟؟؟؟ ؟؟ ''أخلاق الفرسان'' تجسدت في موقف الأهلي بقيادة الأخ خليفة سليمان رئيس مجلس إدارته في قضية اللاعب ''علي عباس والمنتخب'' وهو موقف يستحق كل الإشادة والتقدير، فالمنتخب له الأولوية على كل ما عداه، كما أن أسلوب التعامل مع ''الواقعة'' من قبل اتحاد الكرة أو الأهلي أبلغ رسالة لنجوم منتخبي الشباب والناشئين، ففي اليوم الذي حظي فيه المتميزون والملتزمون بالتكريم، نال من لم يلتزم بتعليمات معسكر المنتخب عقوبة الاستبعاد· ؟؟ ولا أشك لحظة واحدة في أن الإدارة الجزراوية تضع مصلحة المنتخب فوق أي اعتبار آخر، وأنها ستتعامل مع موقف لاعبها سبيت خاطر بما يجسد هذا المفهوم