عبارة أو قفلة الممثل مظهر أبو النجا: يا حلاوة! تنطبق على الدراسة أو المسح الذي ظهر في تقرير منظمة الصحة العالمية لعام 2007 والذي جاء فيه أن سكان الإمارات احتلوا المرتبة الأولى خليجياً، والمرتبة الثانية عالمياً في نسبة الإصابة بالسكري، وأن تعداد المصابين به عالمياً، أو وفق المصطلح العربي''السكريين'' بلغوا 171 مليون نسمة من ذوات الدم الحلو، وأن الإمارات تحتل مركزاً متقدماً لا في زراعة السكر وتصنيعه، وإنما في تخزينه في دماء السكان، فنسبة العارفين به 25%، ونسبة الجاهلين به 18% وإذا استمرت الظروف نفسها، فإن نسبة نمو الزيادة ستصل إلى 70% وهذا رقم عالمي لم يسبقنا إليه أحد من الشعوب الخاملة أو الهاملة، فنمط الغذاء، وسلوك تناوله، والعادات المصاحبة للأكل الزائد، وغير المنتظم، وغير المتوازن غذائياً، وعدم مزاولة الرياضة، والنوم بعد كل وجبة، والتخبيص في التهام الوجبات، وما بينها، كل هذا يجعل من نسبة السكر تلعلع، وتفردنا من بين الشعوب الآكلة، الطاحنة، وغير المجترة· فكثيراً ما نردف التمر بعد كل لقمة عيش، ونتناول علب المشروبات الغازية أثناء أو بعد كل وجبة بهدف هضم الأكل، أو نشارك الخبز مع الرز، أو نجمع بين المعجنات، أو نركّز كل طاقتنا في وجبة الغداء بحيث لا نقوى على النهوض، وننام عند الصحن، أو نظل نتسلى في ساعات الدوام الرسمي بكأس قهوة رايح، وفنجان شاي جاي، ولو كانت هناك مقفلة حلوى أو سح مدلوج، فلا مانع من لطم كم غزّ حتى نحمّر أو يضربنا صاهر· فلو حسبنا ما يتناوله فرد واحد من أفرادنا المواطنين الأشاوس منذ أن يفتح عينه حتى يغمضها، فسنجد أن صباحه يبدأ بكأس هذا علوه من الشاي بالحليب بعد أن يحوث السكر الذي فيه، والذي يكفي شخصين نمساويين بالغين، ثم وجبة الفطور شغل أهل الدار، عصيدة، خبيصة، بلاليط، هريسة، فقاع، خنفروش، جباب أو خبز رقاق أو محلى مرشوش بدهن الدار، وفوقه شكر، أو عليه عسل أو دبس، مع أجبان كاملة الدسم، فلو تم تحويل الطاقة التي في ريوق المواطنين لاستطاعت أن تحرك ''دوبة راسية على رصيف الفرضة''· وحين يأتي الغداء، والذي لا نستطيع أن نسميه وجبة رئيسية، لأن كل وجباتنا رئيسية، تأتي مباشرة صحون الكاربوهيدرات، لا مقبلات، لا سلطات، لا شوربات، عيوش وشحوم ولحوم وروب، وقواطي غازات تعادل وجبة أسد لحاله، بعدها حلويات وشاي، ونوم مثل الذبيحة· نصحو من النوم بجفون منتفخة، مغيظين، ونشعر بكآبة المساء، ولكي تعبر سحابة الكآبة، صدقنا دراسة علمية، لأنها أعجبتنا، تقول: تناول الشيكولا لترتاح النفس، بعدها شاي أو قهوة، بانتظار العشاء الخفيف الذي لن يقل عن 2 سندويتش شاورما مع عصير كوكتيل كبير، أو وجبة بيتزا مع شراب غازي، أو وجبة من المطاعم السريعة مع بطاطا مقلية، وشراب غازي، و4 ساعات أمام التلفزيون متواصلة· هذا اليوم وبرنامجه، وقد يتكرر عند كثير من الناس معظم أيام السنة، فكيف لا نقف على رصيف محطة السكري السريع القادم؟! فإذا كان مرض السكر قد عرف لأول مرة في التاريخ عام 1552 قبل الميلاد، حيث ورد في برديات الأسرة الثالثة في مصر القديمة على يد الطبيب ''هيساي رع'' فإن عاداتنا في الأكل والشرب وقلة الحركة، ستجعله يستوطن، ويعشعش في هالبلاد!