لا أعتقد أن أحداً منا يسعد بقرار معاقبة لاعب أو استبعاده من المنتخب لأي سبب كان، لأن هؤلاء اللاعبين في نهاية المطاف يعتبرون صفوة اللاعبين الموجودين في الدولة· وبالتأكيد أن أي استبعاد للاعب في المنتخب هو خسارة على المستوى الشخصي للاعب وفي نفس الوقت خسارة للمنتخب، ويصبح الأمر أكثر صعوبة عندما يأتي في ظرف من المفترض أن يتكاتف خلاله الجميع من أجل تجاوز مأزق تصفيات كأس العالم والخروج من دائرة الانكسار التي يعيشها ''الأبيض''· لكن في بعض الأحيان الظروف تستدعي اتخاذ قرارات حازمة وفي أوقات صعبة كما فعلت إدارة المنتخب باستبعاد سبيت وعلي عباس بسبب عدم الانضباط· أكثر ما يثير الإعجاب في تقديري أنه صدر بمبادرة ذاتية من إدارة المنتخب ولم يكن ردة فعل أو استجابة لضغوط عامة، على اعتبار أن التجاوزات التي حصلت لم تكن معروفه على المستوى العام، ومع ذلك لم تتهاون إدارة المنتخب فيها· هذا الأسلوب يجب أن يسود في المرحلة القادمة لأننا نتعامل مع لاعبين محترفين، أجورهم أصبحت بالملايين ومثل ما لهم حقوق فإن عليهم واجبات يجب الالتزام بتطبيقها، خاصة أن سالفة التجاوزات أصبحت تفوح رائحتها في كل معسكر للمنتخب· أسلوب التسامح وتمرير مثل هذه الأخطاء دون التوقف معها بالعقوبة من باب ''عفا الله عما سلف''، كان مقبولاً نسبياً في وقت من الأوقات ومع لاعبين هواة كانت تمثل الكرة جانبا من حياتهم، ولكن بالتأكيد ليس لها مكان في عصر الاحتراف، وفي وقت أصبحت فيه الكرة مصدر الرزق الأساسي لأصحابها وعليهم ألا يستهتروا به عن طريق ارتكاب أخطاء لا يجب أن يرتكبوها· في هذا الصدد، لابد من الإشادة بردة فعل النادي الأهلي ومبادرته الذاتية في إيقاف اللاعب وفرض عقوبة مالية عليه رغم أن التجاوز حصل بعيدا عنه، ولغاية كتابة هذه السطور لم نكن نعرف موقف الجزيرة، وإن كنا نتمنى أن تكون هناك ردة فعل مماثلة· القضية في النهاية ليست انتقاماً من اللاعبين، الأخطاء والتجاوزات تحصل وباستمرار لكن من الواجب أن تكون هناك عقوبات حتى يشعر أصحابها بقيمة الخطأ الذي وقعوا فيه· في هذا الصدد تلقيت اتصالاً من القارئ سلطان الكعبي يبدي فيه استغرابه من تكريم قناة دبي الرياضية للاعب علي عباس بعد ساعات قليلة من خبر استبعاده من المنتخب وإيقافه، ويقول: الم يكن من باب أولى حجب جائزة نجم الأسبوع عن اللاعب، لأنه من غير المعقول بالنسبة لنا كمشاهدين أن نتلقى من ناحية خبر استبعاد اللاعب وإيقافه مع المنتخب وبعدها بساعات نشاهده على التلفزيون وهو يتلقى التكريم وعلى رؤوس الأشهاد، لماذا كل هذا التناقض؟!·