تلقيت اتصالات من عدد من الآباء والأمهات تعقيباً على موضوع بعض مقاهي الإنترنت التي يختلط فيها الحابل بالنابل، والكبار مع الصغار، في أجواء المسيطر الأول عليها أدخنة السجائر وألعاب العنف، في أمكنة واجهاتها مغطاة بطبقات سميكة من الألوان الداكنة والمخفي، تفتح أبوابها على مدار الساعة، لتتحول إلى ملاجئ لاستقبال مراهقين يتسربون من مدارسهم وحتى بيوتهم، بعد أن أدمنوا على تلك الأجواء التي توفر بيئة آمنة لهم· وقد دعت غالبية الاتصالات بلدية أبوظبي والشرطة المجتمعية في القيادة العامة لشرطة أبوظبي إلى سرعة التحرك، بعد أن بلغت تجاوزات بعض هذه المقاهي حدوداً غير مسبوقة· بلغ ترويج وعرض لعبات مخلة بالآداب فيها، وقد تم ضبط المروجين لها· وقد علمت أن الجهتين المعنيتين بالأمر، وهما بلدية أبوظبي والشرطة المجتمعية سيعقدان اجتماعاً بهذا الخصوص للنظر في الإجراءات الخاصة بوضع حد للمقاهي المتجاوزة وتحديد ساعات عملها · وبصراحة أي مكان يحيط نفسه بتلك الألوان الداكنة و'' المخفي'' يخفي شيئا غير سوي· فلا يخاف الضوء الا من يهاب الحقيقة ومعرفة العامة بما يدور خلف تلك الأبواب، اذا كان يزعم أنه مكان عام متاح للجميع· أحد الإخوة قال يجب الا ننسى الدور الأكبر الذي يقع على الآباء في متابعة أبنائهم، وتوجيههم التوجيه الصحيح في الكيفية المثلى لقضاء أوقات فراغهم· وقال إنه تابع خلال فترة وجوده في بلجيكا تعامل الشرطة هناك مع أولياء أمور المراهقين الذين يتواجدون في أمكنة لا يفترض تواجدهم فيها، ففي المرة الأولى تكتفي الشرطة بلفت نظر الأب و منحه فرصة ليخصص المزيد من الوقت لمتابعة ابنه، وفي حال تكرار الاهمال يتم ابلاغ جهة عمله لخصم مبلغ علاوة الأبناء التي يحصل عليها· وفي الولايات المتحدة يتم تسجيل الآباء المهملين في دورات خاصة لحسن تربية ومتابعة الأبناء والتواصل معهم· واتذكر واقعة في مدينة سياتل عندما ترك واحد من زملائنا ابنه الصغير في السيارة وقد كانت نوافذها مفتوحة ليتابع محاضرة سريعة ويرضي الحاح الصغير له بمرافقته، ولما عاد'' الحبيب'' وجد الشرطة قد اخذت الطفل، ولم تعده له الا بعد تسديد قيمة الاشتراك في دورة لحسن رعاية الأطفال، وكان يقوم أسبوعياً باحضار بطاقة مختومة من المعهد بأن'' الأخ'' منتظم في الدورة!· وشاهدت خلال فترة تواجدي منع بعض الأماكن دخول من هم دون الثامنة عشرة من العمر، و تطلب إبراز بطاقات الهوية خاصتهم· بينما نرى دور السينما عندنا تغض الطرف عن دخول الصغار لأفلام مكتوب على تصنيفها أنها للكبار فقط· لأن أصحاب تلك الدور والمشرفين عليها لا يهمهم الا الربح والبيع فقط· نتمنى أن يسفر الاجتماع المقبل بين الشرطة المجتمعية وبلدية أبوظبي عن نتائج وإجراءات شاملة ومتكاملة لردع أصحاب''كافيهات الإنترنت'' ذات'' المخفي'' عن الغي الذي هي فيه، وتجر اليه أبناءنا· كما ندعو بعض الآباء ايضا لتحمل مسؤولياتهم ويتذكروا أن لهم أبناء بحاجة الى اهتمامهم لا جيوبهم فقط·