لا اعتقد أن أحداً يختلف على أن الإنسان بطبعه يحب أن يثني على عمله ويقدر قيمة إنجازاته خاصة إذا كانت قيمة هذا الإنجاز لا تمسه هو وحده ولكنها تمس وطن بأكمله· وبالتأكيد فان قيمة الثناء تكون عظيمة وتزيد أهميتها عندما تأتي من الرجل الأول في الدولة سيدي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان ''حفظه الله'' لأنه لا يوجد أعلى من هذا السقف في التكريم· على هذا الأساس استقبال القائد لمنتخبي الشباب والناشئين بقصر سموه بالأمس يعتبر قمة التكريم لنجوم المستقبل في كرة الامارات والذين اختاروا أن يخطوا بداية مسيرتهم من الباب الواسع· الاستقبال في حد ذاته يقدم درسا واضحا وسريعا لنجوم المستقبل على الرعاية الخاصة التي يحظى بها كل أبناء الوطن المتفوقين وحرص القيادة على تقدير عملهم والثناء عليه فور حصوله، وهذا الدرس يأتي في وقته المناسب للاعبين مازالوا صغار السن وفي بداية مشوارهم الكروي ومن المهم أن يشعروا بحجم الرعاية والدعم الذي يمكن أن يحصلوا عليه وهم يتشرفون بلقاء القائد· ولا شك أن هذه المبادرات ليست بجديدة على رئيس الدولة والذي يولي الرياضة والشباب اهتماماً خاصاً ويوفر لها كل أشكال الدعم المادي والمعنوي الذي يضمن لشباب الإمارات القدرة على المنافسة والتفوق· وبالتأكيد فان منتخبي الشباب والناشئين من إدارة ولاعبين ومدربين يستحقون الاستقبال الرائع الذي وجدوه من الرياضي الأول في الدولة، وعلينا أن لا ننسى حقيقة أن الإنجاز الذي تحقق هو إنجاز غير عادي بأن نجد منتخبين من الامارات يتأهلان إلى كأس العالم دفعة واحدة ويتخطى منتخب الشباب كل السقف المألوف في كرة الامارات ويهدي الوطن أول لقب قاري على مستوى المنتخبات· وبالتأكيد أن هذا الاستقبال سيشكل دافعاً للمنتخبين في محاولة انتزاع بطولات أخرى والحصول على شرف لقاء رئيس الدولة مرات ومرات قادمة على اعتبار أن التكريم لا يمكن النظر إليه باعتباره مناسبة وقتية تنتهي بلحظتها، ولكن قيمته الحقيقية تكمن في أن يصبح دافعاً حقيقيـاً لجميع اللاعبين في البطولات القادمة· ولا يخفى على أحد أن مسألة التكريم أصبحت ظاهرة شعبية ولم تعد تقتصر على الجهات الرسمية، ويتسابق على التواجد فيها رجال أعمال وشركات وأفراد من مختلف شرائح المجتمع، وكلنا ما يزال يتذكر ما حصل بعد حصول المنتخب الأول على لقب كأس الخليج· ونوجه رسالة إلى الجميع بأن إنجاز المنتخبين هو إنجاز لكل الوطن ويستحق أن يثمن من مختلف الجهات الرسمية والخاصة، لان ما فعله الشباب والناشؤون ''يبيض الوجه'' ويؤكد على أن المستقبل القادم سيكون أروع بمشيئة الله·