في كل مرة يأتي فيها الحديث عن المدرب المواطن وضرورة أن يأخذ فرصته على مستوى المنتخبات والأندية إلا ويقابل الموضوع بترحيب واسع في البداية سرعان ما يتلاشى مع الوقت وتظهر خلفه مباشرة نغمة أخرى تسير في طريق مغاير وتطالب الجميع بالتفكير الموضوعي والبعد عن الحديث العاطفي· أصحاب ما يسمى بـالتفكير الموضوعي يرون باستمرار أن دور المدرب المواطن لم يحن بعد ومن الصالح العام للأندية وللمنتخبات بقاء الوضع على ما هو عليه، ولعل هذا التفكير نراها يتجسد على ارض الواقع من خلال بعد معظم الأندية عن المدربين المواطنين وعدم التفكير فيهم إلا في المناسبات ووقت الأزمات وفي أفضل الأحوال إسنادهم لتدريب فرق المراحل السنية · لا أريد ترديد كلام الناس حفظه الجميع عن ظهر قلب، لكن لو توقفنا وتسألنا هل تعتبر المطالبة بالمدرب المواطن فيها بعد عن الموضوعية، هل هي لحظة حماس تأخذنا وقت الانتصار والفرحة كما هو حاصل الآن بفوز منتخب الشباب بكأس آسيا على يد مدرب مواطن ؟!· أم أن الموضوع له أسس تسنده وتغذيه، وفي هذه الحالة لا اعتقد أن أحدا يختلف على أن أفضل معيار للحكم هو النتائج· وفي مسألة النتائج وضع المدربين الأجانب والمطالبين باستمرارهم في غاية الإحراج لأننا لم نتذوق معهم غير الخسارة وباستمرار وفي معظم المناسبات · بالتأكيد أن المطالبة بتولي المدرب المواطن مسؤولياته ليس حديثا عاطفيا ولكنه حديث قائم على الموضوعية المطلقة، لا نطالب به من باب انه ابن البلد وهذا حقه، نحن لا نريده من هذا الجانب لأننا لن نجامل على حساب مصلحة المنتخبات والأندية· ولا نطالب به من باب ركوب الموجة واستغلال الظرف والإنجاز الذي تحقق باعتباره أفضل مدخل يمكن من خلاله تجديد المطالب بضرورة إعادة النظر في دور المدرب المواطن· نطالب به من منطلق أن تجربتنا مع المدرب الأجنبي هي تجربة فاشلة في معظم فصولها ولم تحقق النتائج المرجوة، المدرب الأجنبي تواجد معنا منذ نعومة أظافر كرة الامارات ولغاية اللحظة، دون أن تكون هناك إنجازات ملموسة · قد تكون للمدرب الأجنبي بعض الامتيازات التي يتفوق بها على المدرب المواطن ومنها حجم التجربة الأكبر، لكن في النهاية ماذا استفادت أنديتنا ومنتخباتنا من تجربته الأكبر غير حصد الفشل· اعتقد أن المبدأ معكوس ·· من يطالب بالمدرب الأجنبي هو من يحسبها بطريقة عاطفية من خلال الاعتماد على نظرة أحادية ترى باستمرار بأنه المدرب الأفضل والأنسب رغم غياب النتائج الفاضح·· وللحديث بقية.