أعترف أن أحداً ما كان يتوقع كل هذا النجاح الذي حالف منتخب الشباب وتوجه الأبيض باعتلاء عرش الكرة الآسيوية في لحظة لا يمكن أن تسقط من ذاكرة القارة· وتحول حلم التأهل لمونديال الشباب للمرة الثالثة، إلى إنجاز غير مسبوق باقترانه بالفوز بلقب البطولة الآسيوية بعد مشوار رائع منذ صافرة البداية وحتى إعتلاء منصة التتويج· من كان يصدق أن يبهر المنتخب الشاب كل أبناء القارة وهو يتجاوز منافسيه الواحد تلو الآخر، وكأنه عداء هوايته قفز الحواجز، إلى أن حقق الأمنية الغالية وحوّل الحلم إلى حقيقة، بعد أن أثبت لكل القارة أنه الأجمل والأروع والأفضل والأكثر إقناعاً· إنهم نخبة من المواهب الرائعة الذين جمعوا بين المهارة والثقة بالنفس والرغبة الصادقة في إسعاد وطن بأكمله، فاستحقوا الاحترام والتقدير داخل الإمارات وخارجها· ومن يراجع شريط المباريــات لابد أن يتوقف عند لحظات محورية، فعندمــا تصدر الأبيض الشاب مجموعتـــه بالعلامـــة الكامــلة مسجــلاً نجاحــاً يفــوق كل منافسيه في البطولة، وجد نفسه في رُبع النهائي أمام المنتخب السعودي الشقيق صاحب الضيافة، فلم ترهبه الأرض ولا الجمهور وحقق انتصاره الرابع على التوالي، ليجد الكنجارو الأسترالي في إنتظاره عند محطة المربع الذهبي، وكان نصيب الكنجارو كسابقه وخسر بالثلاثة ليصعد الأبيض الشاب للمباراة النهائية ليواصل ترويض منافسيه ويكسب أوزبكستان في رد قوي على تصريحات المدرب الأوزبكي الذي اعتقد أنه يمكن أن يرد اعتبار من سقطوا أمام الأبيض الشاب إذ به ينضم إلى قائمة الضحايا ليصبح العدد في نهاية المطاف ست ضحايا بالتمام والكمال، ولتخرج كل صحف القارة لتعبِّر عن إعجابها بـ ''الأبيض الشاب'' الذي أكل الأخضر واليابس وحصد كل الألقاب في نهاية البطولة· إنه بطل آسيا - يا عزيزي - ولو نجحنا في المحافظة على هذا المنتخب الرائع فابشروا خيراً في ''قاهرة المعز'' عندما يحين موعد مونديال ·2009 والتهنئة يستحقها اتحاد الكرة برئاسة محمد خلفان الرميثي، وكذلك الاتحاد السابق برئاسة يوسف السركال، ورئيس البعثة ''الظافرة'' راشد علي الزعابي وجميع أعضاء الجهازين الفني والإداري وكل اللاعبين الذين كانوا نجوماً أضاءت سماء القارة على مدى أسبوعين كاملين· ويستحقها أيضاً الكابتن جمعة ربيع المدرب السابق لمنتخب الشباب· الأهم من البطولة الغالية أننا كسبنا منتخباً نال احترام كل القارة الآسيوية ويكفي أن الآراء إتفقت على أن فوزه باللقب جاء بكل الجدارة والاستحقاق· الأهم من البطولة أننا كسبنا مدرباً كفؤاً هو مهدي علي الذي تسلم زمام الفريق قبل ساعات من انطلاق النهائيات فأثبت أن اتحاد الكرة كان على حق عندما تدخل في الوقت المناسب ووضع ثقته في مدرب وطني كان الأكفأ بين كل مدربي البطولة· الأهم من البطولة تلك الروح الرائعة للأشقاء السعوديين وعلى رأسهم الأمير سلطان بن فهد والأمير نواف بن فيصل بن فهد لوقفتهما الرائعة مع الأبيض الشاب وتأكيدهما على أن فوز الأبيض هو فوز للمنتخب السعودي، وكذلك مناشدتهما الجماهير السعودية لمؤازرة الإمارات في تجسيد رائع لروح الأشقاء فبدا الأبيض وكأنه يلعب على أرضه وبين جماهيره· ويا أبيض الشاب·· لقد أذقت منافسيك العذاب·· وأسعدت كل الأحباب!