- أن تكون جالساً يسد أفق الحلم ضباب ودخان، غيم وغمام، فتسمع أول سقوط الخير، طق·· طق، وفجأة يلتمع وجه الأرض، وتضاء بالخير، تبتهج الروح، وتتلون بفرح البشارة القادمة· -أن تكون ماشياً، ساهياً، فتتعثر بحجر الطريق، يجبرك أن تتوقف، تنحني غيظاً لتلتقط الحجر لترميه، فتجده يخبئ لك زهراً وحظاً لا تتوقعه، فلا تعرف إن كان أذى فتميطه عن الطريق، أو تضعه تحت ظل شجرة بارد بعيداً عن الأقدام· - أن ترى حفيداً يسند عكازة جده، يشبع من وجهه، يصبر عليه رغم حداثة عمره، يسايره الخطى، ويبلغه محله، ساعتها يشرق الجد بعبرة، ويتمنى لو يطول عمره، ويسعد أن حفيده يحمل اسمه· -أن تصبر مدينة على شجر غض يشرب من ماء أطفالها، ويخزّن من دفء بيوتها، ويحتل زواياها، تمده من عافيتها، وحين كبر الشجر الغض تذكر أماً كانت حانية، وعليه صابرة، فطار بأجنحة خضر في سمائها، وقال هي جنتي· - هناك وجوه سمها الخير، أو سمها السعد أو سمها الفأل، فهي من تأتي به على عجل أو على مهل، لكنها لا تخيب، ولا تغيب، وموعدها قريب أو قريب· - كل الكلام الذي سبق، كان كتلعثم طفل فرح بحضور غائب، محمل بالهدايا والعطايا، كان كتأتأة صبية صغيرة حلمت أنها كبرت فجأة، وصارت أنثى، وصارت لها صورة في المرآة، وصارت حمامة بيضاء تحلّ على هُدب العيون، فجأة عرفها الناس أنها كبرت، وصارت حمامة أنثى، كل الكلام كان مبدؤه الفرح، ومنتهاه الفرح، كل الكلام كان يخص منتخبنا الوليد الذي كبر في عيون الجميع، وسميناه أول الفأل، وسميناه خير البشارة، وسميناه السعد والوعد· - هناك أشياء جميلة تحدث فجأة، تظل تفرح كلما تذكرتها، وتتذكرها كلما فرحت، ما قام به منتخبنا الـ''جونير'' من إنجاز جميل، وزهو قلما يتكرر، أنسانا تعثر المنتخب الـ''سينيور'' وكبواته التي يستعصي تفسيرها، وخبر مائها، لكن طالما هناك منتخب صغير بحجمه، وكبير بحلمه، وجواد بعطائه في العمر النضر، فهناك بشارات آتية، وهناك مسرات تنتظرنا وننتظر، فله التحية على ما أهدى الإمارات، وأفرح ناسها، ورفع علمها، فهي تستحق الكثير منا، وتستحق المزيد من تعبنا، وله الشكر والتقدير لأنه تعامل مع الأمور بعمر أكبر، وتعاطى مع المنجز بنظر أبعد، وقدّر أن رفع البيارق دونها الكد والعرق والصبر، وتاجها النصر والظفر·