من بحر جود الإمارات الدافق، تتواصل الأيادي البيضاء لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ''حفظه الله''، نحو أهلنا في اليمن، بتوجيهات سموه لبناء ألف منزل للمتضررين من السيول والفيضانات في البلد الشقيق· وقد ''وجه الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوطبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة وسمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس هيئة الهلال الأحمر، الهيئة بسرعة تنفيذ أوامر صاحب السمو رئيس الدولة للبدء فورا بإنشاء وترميم المنازل لإيواء المشردين من جراء الكارثة وتحسين ظروفهم الإنسانية· مكرمة في بحر مكارم متصلة لخليفة الخير، فقد سارعت الإمارات الى إغاثة الأشقاء هناك بمجرد ورود أنباء السيول والفيضانات، وبتوجيهات من سموه، قامت طائرات الجسر الجوي الإماراتي بنقل الإغاثة العاجلة إلى المناطق المنكوبة في حضرموت والمهرة· وهبطت هناك طائرات تحمل مستشفيات ميدانية وفرقاً طبية كاملة الجاهزية للتخفيف عن المنكوبين· لقد كانت مصيبة أهل اليمن كبيرة بسبب أسوأ كارثة طبيعية تضرب البلاد منذ نحو قرن، وتسببت في قتل العشرات وتشريد الآلاف الذين أصبحوا من دون مأوى أو معيل· ومما ضاعف من هول الخطب وفداحة الضرر أنه ضرب مناطق ضعيفة البنية فقيرة الإمكانيات والموارد، غالبية مبانيها طينية وعشوائية، ومن بينها رباطات العلم في تريم وسيئون· ومن ضمن المناطق المتأثرة مدينة شبام التاريخية التي تعد مبانيها أعجوبة من أعاجيب المعمار الطيني الذي يعود إلى ما يقارب ستة قرون خلت، وأبهرت كل من شاهدها لدرجة أن حائز نوبل الآداب الألماني جونتر جراس وقف قيمة جائزته وموارده لصالح صندوق يحمل اسمه لصون العمارة الطينية التي برع فيها أحفاد بلقيس وسبأ· ولعل ما خفف من هول الفاجعة التي ألمت باليمن هبة أشقائه لإغاثته وفي المقدمة منهم أبناء الإمارات، تجسيدا لوشائج القربى وروابط الدم· ووجدنا متطوعي الهلال الأحمر هناك يجوبون المناطق المنكوبة من اليمن· وقفة ليست جديدة على الإمارات وأهلها تجاه الأشقاء والأصدقاء أينما كانوا، وحيثما ينادي المنادي تجدهم هناك يغيثون الملهوف ويفرجون كربة من توالت عليه نوائب الدهر· وما اللفتة الحانية لخليفة الخير تجاه اليمن في هذه المحنة والكارثة الطبيعية إلا استمرار لمكارم متواصلة، وقد كان منها مكرمة سموه بتخصيص 500 ألف طن من القمح تخفيفا من سموه للأعباء المعيشية عن الأشقاء هناك نتيجة ارتفاع أسعار القمح في الأسواق العالمية· مكارم خير من وطن الجود كما أراد له أن يكون القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ''طيب الله ثراه''، وطنا للخير وعنوانا للعطاء، الراحل الكبير باني سد مأرب، وهو يحقق نبوءة التابعي الجليل وهب بن منبه بأنه لن تمضي الأيام والليالي إلا وشيخ من العرب يعيد بناء السد الذي تفرقت بعد انهياره أيادي سبأ· والله نسأل أن يديم على الإمارات الرخاء والتقدم، لتظل ذخرا ومنارة عون للشقيق والصديق بقيادة خليفة الخير وإخوانه الميامين·· اللهم آمين·