تلتقي في الإمارات حشود نسائية فاعلة في ميدان العمل النسائي والإنساني والخيري من مختلف البلدان العربية ضمن فعاليات المؤتمر الثاني لمنظمة المرأة العربية، والمتتبع للمؤتمرات الخاصة بتفعيل دور المرأة العربية في المجتمع، والنهوض بحقوقها، وتوفير سبل التطور والرقي بحياتها، سيجدها كثيرة، وذلك لطبيعة المشكلات التي تتعرض لها المرأة في حاضرها، وما قاست منها في ماضيها، وما يجب ألاَّ تتكرر في مستقبلها· تاريخ من المؤتمرات بعضها انطلق من أبوظبي، كفعاليات المنتدى الرابع عن المرأة العربية والإعلام عام 2002 الذي أتي ضمن توصيات مؤتمر قمة المرأة العربية، الذي عقد في شهر نوفمبر عام 2000 في القاهرة، والذي بحث في واقع المرأة العربية، ودراسة أحوالها المختلفة، في الشؤون المختلفة، كطرح الثلاثية الأساسية التي تقوم عليها حياة المرأة العربية، التعليم، الزواج، العمل، وطرح الإشكاليات الأخرى التي تمس حياتها المعاصرة، كالحرية، والاستقلالية، وخوض غمار العمل السياسي، والانخراط في السلك القضائي· وقد سبق هذا المنتدى، منتديات ثلاثة، أولها كان في تونس، وناقش مشاركة المرأة العربية في العمل السياسي، وسياسة التغييب التي يريدها المجتمع السياسي الذكوري، في إبعاد نصفه المنتج في الحياة، والمنتدى الثاني عقد في البحرين، وكان بمثابة مراجعة التشريعات القانونية، والأحوال المدنية، وما يقع على المرأة من حيف وظلم، جراء بعض هذه القوانين التي عفا عليها الزمن، والتي بحاجة إلى مراجعة، وتغيير وفق مستجدات الحياة الجديدة، ومنطق العصر المتطور من حولنا، وعقد المنتدى الثالث في الأردن، وكان يدور عن المرأة في دول المهجر، وقصة النجاحات التي تحققها المرأة إذا ما تهيأ لها الجو المناسب، والبيئة المشجعة· وتبع منتدى أبوظبي، الذي كان شعاره ''نحو فضاء إعلامي متفاعل''، منتدى في الكويت، عن المرأة والاقتصاد، ومنتدى في العراق، عن المرأة والمجتمع المدني· كل هذا العمل، من أجل أن يستفيد المجتمع من نصف طاقته المعطلة، ومن أجل عائلة منتجة، ومتفاعلة، وواعية بدورها الاجتماعي والوطني في تنمية دولها ونهضتها الشاملة، لقد تأخر المجتمع العربي، في عصور الانحطاط، حين حبست المرأة في ثوبها، وفي غرفتها، وفي تحريم وتجريم كل فعل تقوم به، في حين أنها كانت فاعلة ومتفاعلة مع قضايا المجتمع والأمة على الدوام، وخلال مسيرة الحضارة العربية والإسلامية، التي حملت مشاعل النور والعلم، والقيم الإنسانية، والهداية لشعوب كانت ترزح تحت الظلم والجهل والشرور· إن العمل النسائي في الدولة -الذي يرعاه ويدعمه صاحب السمو رئيس الدولة، إيماناً منه بدور المرأة والأسرة الصالحة في خدمة المجتمع والوطن، والذي توليه سمو الشيخة فاطمة كل اهتمامها ومشاغلها، والذي أثمر عام ،1975 عن إنشاء الاتحاد النسائي العام، محتضناً جميع الجمعيات النسائية العاملة في مختلف الإمارات بكل فروعها- قدر أن يخطو خطوات كبيرة، في دعم تعليم المرأة ومحو أميتها، وتأهيلها وتدريبها للدخول في ميادين العمل، في القطاعين العام والخاص، والسعي لإشراكها في العمل السياسي والبرلماني، وهي خطوة جد مهمة في مسيرة العمل النسائي في الدولة، فالأم التي نوكل إليها مهمة تربية فلذات الأكباد، وتعليمهم وطبابتهم، قادرة على العمل في كل مجالات الحياة المختلفة· النساء اللواتي يسكنّ في شقنا الشمالي جهة القلب، أمهاتنا تيجان الرؤوس، نون النسوة، هن جزء من ذاتنا وتفكيرنا الدائم، هن جزء من ضلوعنا، فلماذا نصّر بجهلنا نحن بعضَ الرجال أحياناً، على تحطيم هذه الضلوع الغالية؟!