أكاد أجزم أنني ألمس حالياً حجم الحرج الذي يشعر به لاعبو المنتخب الأول، بعد النجاحات الرائعة التي حققها نجوم منتخب الشباب وقبلهم نجوم منتخب الناشئين وهما المنتخبان اللذان سيمثلان كرة عرب آسيا في مونديال الناشئين بنيجيريــا ومونديال الشـــباب بالـــقاهرة· ومن المفترض أن يتمرد لاعبو المنتخب الأول على الواقع الصعب الذي يعيشونه حالياً في تصفيات المونديال حتى لا يترسخ مفهوم أن ''الأبيض الكبير'' بات هو ''الحلقة الأضعف'' بين منتخباتنا الكروية· ولابد من أن يشحذ إنجازا الناشئين والشباب همة لاعبي المنتخب الأول اعتباراً من الجولة المونديالية المقبلة إحياءً للأمل المونديالي، وحتى لا يكتفي لاعبونا الدوليون بمتابعة المهرجانات الاحتفالية بالأبيض الصغير والأبيض الشاب· ولتكن مباراة إيران المقبلة نقطة انطلاق جديدة لـ''الأبيض الكبير'' تضاعف أفراحنا الكروية·· لا أن تحبطها· لعلها المرة الأولى في تاريخ المنتخبات الكروية الإماراتية التي يكسب فيها المنتخب كل مبارياته بالبطولة وصولاً إلى المباراة النهائية· لقد قدم ''الأبيض الشاب'' درساً في العزيمة والإصرار عندما تجاوز كل منافسيه الذين سبق لهم الفوز بلقب البطولة إلى أن حان موعد اللقاء مع أستراليا فتجددت الذكريات السعيدة مع الكنجارو الذي كسبناه في مونديال الشباب 2003 وفي البطولة الآسيوية للناشئين الأخيرة، واكتملت ''الثلاثية'' بثلاثية رائعة منحت الأبيض الشاب بطاقة التأهل للنهائي لأول مرة في تاريخه، وليضرب الأستراليون أخماساً في أسداس بعد سقوطهم المدوي أمام أكثر منتخبات البطولة إمتاعاً وإقناعاً· ويكفي أن ''الأبيض'' كان المنتخب الوحيد في الدور الأول الذي كسب العلامة الكاملة ''9 من ''9 والمنتخب الوحيد الذي هزم السعودية والوحيد الذي قهر أستراليا ونأمل أن يواصل المنتخب مشواره الرائع باعتلاء عرش البطولة تتويجاً لتألقه مع جهازه الفني الكفء بقيادة المدرب مهدي علي· ''الثقة في النفس'' أهم أسلحة الأبيض الشاب في البطولة الآسيوية، لذا نجح الفريق في حسم قضيته مع الأستراليين بعد 12 دقيقة فقط· موقف الجمهور السعودي ''الشقيق'' الذي آزر الأبيض الشاب أمام أستراليا·· يجسد العلاقة الطيبة بين الأخضر والأبيض، وأن التنافس لا يمكن أن يفسد للود قضية بينهما·