الحديث الذي دار بين سيدة مواطنة ومقدم برنامج البث المباشر حول واحدة من مآسي الوضع الصحي في أحد مستشفيات القطاع الحكومي منذ يومين، يسلط الضوء على قضية المستوى الصحي عندنا أولاً ، ويكشف بشكل لا لبس فيه عن تراجع ثقة المواطن في هذا القطاع الحيوي، فهو يدلل على أننا بالرغم من كل ما تضعه الدولة من ميزانيات ودعم للصحة الا أن مسلسل الإهمال والأخطاء الصحية المميتة للأسف لا زال مستمراً في العديد من المستشفيات، حتى صار وجود هذه الاخطاء أمراً اعتيادياً، كما وأصبح من الطبيعي أن يهرب المريض الى أي مستشفى خاص رغم كلفته العالية، تجنباً للكثير من إشكالات المستشفيات الحكومية !! الملف الصحي عندنا قديم جداً، لكنه مع مرور الأيام لا يسير نحو الأمام، العكس هو ما يحدث تماماً، والسبب لا ندري ماذا !! هل في قصور الميزانيات الحكومية ؟ هل في قلة الكوادر الطبية ذات المستويات الحرفية العالية ؟ هل في تدني رواتب الأطباء ؟ هل في انعدام الأجهزة الطبية المتطورة ؟ أم أن هناك خللاً ما في مكان لا زال مجهولاً وخارج السيطرة ؟ وللأسف فلا تختلف مستشفيات الدوائر الحكومية عن مستشفيات الوزارة كثيراً، هناك بعض الإيجابيات لصالح الاولى الا أن الشكوى من الاثنين معاً !! ولو أن مسؤولي أقسام رضا العملاء قد كلفوا أنفسهم بعمل إحصاءات واستطلاعات رأي للمتعاملين مع مستشفياتنا لتوصلوا الى نتائج مذهلة قد تفيدهم في إعادة النظر في الخدمة الصحية المقدمة في العديد من مستشفيات الدولة !! مع ذلك فهناك أطباء حرفيون وعلى مستوى عال من المهنية، وهناك مسؤولون لديهم حس الاعتراف بالخطأ والرغبة في العلاج، وهناك من يسعى بالفعل لهذا العلاج، الا أن هناك من يعتقد أن الصحة كأي جهة أخرى تضم ما يشبه جماعات الضغط أو المصالح التي تعتقد في بقاء الأوضاع على ما هي عليه ضمانة أكيدة لبقائها وبالتالي بقاء مصالحها، أما ما هي هذه المصالح فأهل الصحة أدرى بطبيعة الحال !! ما نعلمه أن الدولة تتكلف ميزانيات هائلة لعلاج مواطنيها في الخارج كما في الداخل، وأحياناً كثيرة يرسل بعض المرضى للخارج لترميم أخطاء ارتكبها أطباء في بعض مستشفياتنا الحكومية، أو لتغطية فشلهم الذريع في التعامل مع بعض الحالات التي قد لا تكون صعبة بالدرجة التي تستدعي علاجاً في الخارج، وكم تكرر سؤال الأطباء الأجانب هناك لأهالي أولئك المرضى عن ذلك الطبيب الذي ارتكب مثل تلك الأخطاء الفادحة ؟ لا ندري متى سينصلح أمر قطاعنا الصحي فلا نعود نشكوه على البث المباشر ولا نصلح اخطاءه في الخارج متى ستعود الثقة فيه كما يجب !! ayya-222@hotmail.com