بحت أصوات المعاناة لتفاقم الوضع المروري داخل مدينة أبوظبي جراء كثافة حركة السيارات بعد ارتفاع أعدادها الى حدود وارقام غير مسبوقة· ويرتفع الصوت أكثر عندما يجد أحدنا مخالفة على سيارته باسم عرقلة الطريق في مكان اعتاد أن يوقفها فيه ، يمر بجوارها شرطي المرور فلا يحرك ساكنا، فما الذي تغير فلا يسمع أي رد مقنع على السؤال المفتوح أين أوقف سيارتي؟· نقلت ذلك الى مسؤول في مرور أبوظبي، فقال إن رجال الدوريات يدركون حجم الازمة المستعرة في المواقف، ومطالبون أيضا بردع الذين يوقفون سياراتهم بطريقة تؤدي الى إغلاق الطريق، ومنع وصول سيارات الاسعاف او المطافي عند وقوع أي طارئ· الازمة بحاجة لعلاج عاجل وجذري، وقد أوكل الامر لدائرة النقل بعد انتهاء لجنة مشتركة تضم الدائرة والشرطة والبلدية ومجلس أبوظبي للتخطيط العمراني بتكليف من المجلس التنفيذي من وضع تصوراتها للحل وفق مراحل قصيرة ومتوسطة وطويلة المدى· وتتضمن توسيع حارات الشوارع والطرقات الداخلية، والتوسع في إقامة المواقف المدفوعة وتلك المتعددة الطوابق، وإخراج معارض السيارات وشركات التأجير الى مناطق خارج جزيرة أبوظبي وإخراج السيارات القديمة من الخدمة وتطوير شبكة النقل الداخلي كما أن نقل الميناء من موقعه الحالي سوف يسهم في عدم دخول الشاحنات الكبيرة الى داخل المدينة· إن ظهور نتائج هذه الخطط بحاجة لتشديد القيود على تسجيل السيارات· فمهما كانت هذه الخطط ناجعة ستظل في سباق مع طوفان السيارات الجديدة التي تضيف ازدحاما لما هو قائم· وعندما حدثته عن إعادة برمجة الاشارات الضوئية اتضح أنها من اختصاص مركز للتحكم تابع لبلدية أبوظبي، ولم يختلف المسؤول عنه في الرأي حول الحاجة الى حلول جذرية مع استمرار المشروعات العملاقة التي تشهدها أبوظبي· وقال إننا تجاوزنا المعدل العالمي حتى في الفواصل الزمنية بين الوان الاشارات المرورية، إذ يزيد الى ست ثوان بينما لا يتجاوز المعدل العالمي ثلاث ثوان، وأرجع السبب ايضا لسلوكيات الكثير من السائقين الذين يقطعون الاشارة الحمراء ليكون في الحارة الاخرى من الطريق المزدحم· وقال المسؤول في مركز التحكم لقد تسبب هذا الوضع في ظهور اعراض ما يعرف بامراض الازدحام الذي لم تكن تعرفه أبوظبي الى سنوات قليلة خلت، وبالاخص المشاحنات على اولوية العبور والمواقف، ومما يؤجج من هذه الاعراض انتماء السائقين الى مدارس مختلفة في القيادة؟ إن هذه التوصيات والخطط والمشروعات التي توصلت اليها اللجان بحاجة الى خطى متسارعة للتنفيذ ومن أجل أن ترى النور، فالامر لا يحتمل التأجيل او الترحيل، خاصة بالنسبة للتوصيات الخاصة بنقل معارض السيارات ومكاتب تأجيرها التي لم تترك بقعة خالية الا ووضعت اليد عليها· وكذلك إعادة النظر في ترخيص انشطة تستقطب ازدحاما في مناطق سكنية مكتظة أصلا، مثل بعض المستشفيات الخاصة ومقاهي الشيشة في منطقة دائرة المياه القديمة وغيرها· والى حين تحقيق ذلك عليكم بالصبر ثم الصبر بانتظار الفرج