عندما تتدنى درجات طالب في مادة، وترتفع ارتفاعاً لافتاً في المواد الأخرى، فإنه لابد أن يلفت نظر المسؤولين والمدرسين هذا التفاوت·· لابد أن نعي أن هناك ثلاثة عوامل لها علاقة بهذا الفارق·· فالخلل إما أن يكون في المنهج أو المدرس أو ملكات الطالب ويجب ألا يتملص المدرس وبسرعة فائقة ويلقي باللائمة على الطالب لينفي عن نفسه المسؤولية، ويجب ألا يتعذر من وضع المنهج ويلقي بالمسؤولية على الطالب أو المدرس·· نحن بحاجة إلى تحمل المسؤولية والالتزام بأمانة تحقيق الهدف·· فنحن اليوم أمام اختبار صعب وخيارنا الوحيد هو تجاوز الصعوبات والوصول إلى الهدف المنشود وهو الفوز بجيل متعلم واع يتعاطى العملية التعليمية والتربوية كمسؤولية وطنية· فإذا كنا نريد أن نصل إلى الجديد والمجيد، فالبداية يجب أن تلامس شغاف الحقيقة، والحقيقة تكمن بالمدرس لأنه الوعاء، ينهل منه الطالب معرفته، والشجرة المثمرة التي يقطف منها زهور مستقبله، فإذا صار الوعاء خاوياً والشجرة جرداء فلن تفلح معنا كل عبقريات التغيير والتطوير في المناهج·· فنحن أمام تجربة ولابد أن تنجح التجربة ولابد أن تكلل الجهود بالظفر، والفوز بجنة النجاح·· بلادنا قطعت طوراً مهماً في التطور وأصحاب القرار لم يألو جهداً في تقديم كل ما يطور ويُنجح العملية التعليمية ولم يبق أمام من أنيطت به مسؤولية النهوض بها إلا فتح الأذهان واستقبال الملاحظات بأريحية وقلوب مفتوحة، لأن الهم واحد وقضية التعليم تُشغل بال كل إنسان يعيش على هذه الأرض·· نريد المصارحة ومقاومة الرفض من أجل الرفض، ونريد أن نفرض على أنفسنا جميعاً هذا الالتزام التربوي والأخلاقي من أجل وطن يسير بالاتجاه الصحيح ويحقق آمال وطموحات الجميع، بدءاً من أصحاب القرار وانتهاء بأولياء الأمور·· لا نريد أن يعتب أحد أو يغضب لأن الغضب يدفن الحقيقة، ويذهب بمستقبل هذا البلد إلى نهايات لا نتمناها ولا نريدها·· لا نريد أن يعتقد كل إنسان أن الملاحظة انتقاد شخصي، فكلنا بشر وكلنا خطاؤون وخير الخطائين من يراجع نفسه ويضع مساحة مناسبة بين الحقيقة والخيال، وأن يمارس حقه الطبيعي في تداول الفكرة وعجنها وسحقها وطحنها حتى نصل إلى الأهداف المرتجاة وحتى نحقق الآمال والأمنيات لبلادنا ومستقبل أولادنا·· فلا أحد معصوماً من الخطأ، بل إن الذين يعملون هم الذين يخطئون، ولكن عند الخطأ لابد من وقفة ولابد من مراجعة، ولابد من الإصغاء للآراء من أجل تحسين الأداء وإنجاز الأمنيات التي نتطلع إليها جميعاً·· ونحن جميعاً في مركب واحد وبحر واحد، ومتى ما علقت شباك في عقبة لابد أن ننتبه ونلبي نداء الاستغاثة حتى لا نطمس وننطمس، نحن بحاجة إلى آراء بعضنا وجهود بعضنا وقدرات بعضنا فاليد الواحدة لا تصفق فلابد من تشابك الأيدي، وتعانق الأعناق من أجل راية رفيعة وسارية عالية وعملية تعليمية تربوية لا تشوبها شائبة، ولا تخيبها خائبة·· فالجميع يجتهد وجهودهم مشكورة والخطأ وارد المهم ألا يستمر ويطال الجذور والبذور