إيران جارة مسلمة ونحن بحاجة إليها وإلى استقرارها وأمنها ولكن هل تستطيع إيران أن تتنفس هواء نقياً دون خليج عربي آمن مستقر، مطمئن، متحرر من الضغائن وتراكمات مفاهيم مغلوطة وشعارات باهتة لا تعبر عن وعي بأهمية صيانة حسن الجوار وتلاقح الأفكار بالقيم الإنسانية الرفيعة والشيم السامية· إيران احتلت جزر الإمارات الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى وتجاوزت سطور التاريخ وتضاريس الجغرافيا واحتكمت إلى المجازفة والعزف على وتر الزمن والتقادم، متناسية أن الحقوق لا تضيع بتقادم الزمن وأن الذاكرة الإنسانية ليست مثقوبة كثقوب المنخل، بل هي لوح محفوظ بملكاته وقدراته على اختزان الحق مهما طال الزمن وانتابته المحن· وعلى الرغم من أن دول العالم بأسرها تقر بحق الإمارات بجزرها وتعترف أن ما جرى لهذه الجزر هو احتلال واستغلال وإخلال بعرف العلاقات بين الدول إلا أن إيران تصر وتكرر نفس العبارات الإنشائية الممجوجة وتجاهر ليل نهار بعدم الاعتراف بهذا الحق المشروع والمسلوخ من جلد الحقيقة، والمصلوب على خشبة الادعاءات والافتراءات والكذب والاحتيال على الحقيقة· نقول وبصراحة هل كل دول العالم من شرقها إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها تجهل قراءة التاريخ ولا يعلم فصوله وأصوله إلا إيران عندما تصر هذه الدولة وبكل تعنت وتزمت أن جزر الإمارات ليست إلا نتيجة سوء فهم·· وعلى أية حال فنحن نؤكد إذا كانت إيران ترجع الأمر إلى سوء الفهم هذا فلماذا ترفض اللجوء إلى المحاكم الدولية لتكشف لنا سوء الفهم وتعيد قراءة التاريخ أمام العالم لعله يستفيد ويعيد النظر في الثوابت·· لماذا إيران تخشى من الحوار المباشر وتحاول أن تفسد كل المحاولات والاجتهادات للاقتراب من صلب القضية· أليس هذا يعني أنه لا يخاف إلا من ليس لديه الحق والبرهان والدليل·· أليس هذا يعني أن إيران تحاول أن تستغل الوضع الدولي وما يشوبه من لغط وشطط، فتماطل بباطل وعاطل وتسوق شعارات القصد منها إخفاء معالم الجريمة وطمس حقيقة الاحتلال·· وما يدهشنا هو أن هذه إيران نفسها التي تمضغ وتجتر جريمة الاحتلال الإسرائيلي لأرض فلسطين الحبيبة، وتشحذ الهمم من أجل مواجهة إسرائيل المغتصبة، هي أيضاً تلعب نفس الدور الاحتلالي وتمارس نفس التشريد وتغيير معالم الأرض، وتقوم في كل مناسبة بتجريف وتحريف الوجه واللسان في تلك البقعة العربية التي نالت منها إيران ومن شرف حريتها وتابعيتها لدولة عربية اسمها دولة الإمارات العربية المتحدة، البلد الذي يمد اليد دوماً للقاصي والداني معيناً مغيثاً مجيراً لا يسكت على ضيم ولا يقر بظلم·· فإيران التي تدعو أن يفني الله دولة الاحتلال الإسرائيلي نسيت أن دعوة الظالم ليست مستجابة وأن ما تفعله إيران على أرض جزرنا المحتلة هو ظلم وسقم وغم وهم يقض مضجع كل إنسان شريف على أرض البسيطة·· والظلم لا يتجزأ سواء كان الاحتلال لجزيرة أو دولة بأكملها، لأن حبة التراب غالية ونفيسة في عيون أصحابها وقلوبهم لا حل لأن تؤكد إيران مصداقية شعاراتها إلا بإعادة الحق لأصحابه وتحرير الأرض المحتلة من أسر الاحتلال البغيض·