أكتب عن منتخبنا الوطني للشباب بصرف النظر عن نتيجة مباراته الأخيرة مع سوريا في ختام مشوار الدور الأول من نهائيات آسيا للشباب المقامة حالياً بالشقيقة السعودية، وكان منتخبنا الشاب بقيادة المدرب الوطني مهدي علي قد ضمن التأهل لدور الثمانية بعد فوزه في مبارتيه الأوليين أمام العراق أولاً بنتيجة 2/1 ثم أمام كوريا الجنوبية بنفس النتيجة في المباراة الثانية·· وهذه النتيجة هي بيت القصيد·· فقد حدث فيها شيء من المفترض أن لا يمر ولا يفوت دون توقف أو دون تعقيب·· اللهم إذا كنا لا نهوى سوى النكد والمصائب فقط دون التوقف عند الأفراح والمسرات! ماسرني وأبهج خاطري في مباراتنا مع كوريا الجنوبية ليس الفوز على المنتخب القوي والكبير فحسب، بل الذي أوقفني هو طريقة الفوز وتوقيته·· وهي ثقافة كروية قل عنها إننا فقدناها تماماً على مستوى الكبار على الأقل في الآونة الأخيرة التي لم نفقد فيها فقط هذه الثقافة·· بل فقدنا فيها أشياء كثيرة أخرى! ولو تذكرون فقد كان المدرب الهارب ميتسو قد عايرنا ضمن ما عايرنا بأننا لا نملك الشجاعة على تحويل الهزيمة إلى فوز، وقال هذه حالة ذهنية، وأنا لا أستطيع أن أدخل داخل عقول اللاعبين كي أغيرها، وبالطبع كنا قد وصلنا إلى حالة من الإحباط اللاإرادي بعد سماعنا هذا الكلام وغيره من الصفات الموجعة·· ونحمد الله أن جاءنا منتخب الشباب ومن قبله منتخب الناشئين لكي يثبتا لمن يهمه الأمر أن هذه ليست ثقافة مغروسة أو متأصلة في لاعبي الإمارات أو على الأقل في الأجيال الجديدة الصاعدة وهذا ما يهمنا أكثر·· وعلى سبيل المثال وليس الحصر فمنتخبنا الشاب كان مهزوماً من كوريا 1/صفر حتى الدقيقة الأخيرة من عمر المباراة·· لكن المنتخب الشجاع المقاتل الذي يملك ذهنية القدرة على تحويل الهزيمة إلى فوز، تمكن بالفعل من ذلك، وسجل هدفين متتاليين في دقيقتين من الوقت المحتسب بدل الضائع، وأنهى المباراة الملحمة بالفوز الكبير على المنتخب الكوري الجنوبي، وتأهل بعدها إلى الدور ربع النهائي من كأس آسيا للشباب·· وأصبح المنتخب بعد هذا الفوز - الذي نهديه لكلمات ميتسو- قاب قوسين أو أدنى من الوصول لنهائيات كأس العالم للشباب التي ستقام بمصر نوفمبر ،2009 إذ لا يفصله عنها سوى 90 دقيقة فقط هي عمر مباراة منتخبنا الأبيض الشاب القادمة· آخر الكلام نحن سعداء بمنتخبنا الوطني للناشئين الذي تأهل بالفعل لنهائيات كأس العالم للناشئين بنيجيريا·· سعداء بمستواه وبإنجازه·· وأيضاً نحن سعدء بما أنجزه منتخب الشباب حتى الآن ونعلم من الآن مدى صعوبة المباراة المقبلة سواء كانت مع اليابان أو كانت مع السعودية·· فاليابان هي الأكثر تطوراً على المستوى القاري والسعودية من القوى الآسيوية التقليدية وهي صاحبة الأرض والجمهور، ورغم ذلك لدينا ثقة مكتسبة في منتخبنا الوطني الشاب ليست من فراغ·· والذي سيفوز من الفرق الثلاثة لن يفوز أبدا بسهولة! بالمناسبة الإنجازات يكون لها مذاق آخر عندما تتحقق بيد مدربينا المواطنين فتحية بأثر رجعي لعلي إبراهيم، وتحية متجددة لمهدي علي، وإلى مزيد من الثقة في قدرات المدرب الوطني إن شاء الله