لفت انتباهي مدى اهتمام ''السمنار الآسيوي'' -المخصص للمديرين التنفيذيين والذي أقيم بماليزيا مؤخراً وفي أحضان الاتحاد الآسيوي- بالتجربة الإماراتية في التحول من الهواية إلى الاحتراف، لدرجة أنهم اعتبروها بمثابة نموذج يجب أن يحتذى به في دول غرب آسيا المهتمة بالدخول إلى عالم الاحتراف·· مع كامل التقدير للتجربة الأقدم والأعظم، وهي التجربة اليابانية، فقد أصبحت راسخة ومعلماً احترافياً من معالم كرة القدم الآسيوية القابلة للتطور والتي تحاكي التجارب الأوروبية، بل من الممكن أن تتفوق عليها· والمثير للجدل أنه في الوقت الذي يعتبرنا الاتحاد الآسيوي نموذجاً يحتذى به في كيفية التحول من الهواية إلى الاحتراف·· فنحن في الداخل نهاجم أنفسنا بشدة، وفي بعض الأوقات بلا رحمة·· وبالطبع، هذا الهجوم ليس لديه من دوافع سوى المصلحة العامة والتحول السلمي من الهواية إلى الاحتراف·· وعلى سبيل المثال -وليس الحصر- أنا لا أقصد بحديثي هؤلاء الذين هاجموا الرابطة هجوماً عنيفاً وقاسياً فحسب، بل هناك آخرون كانوا يتحدثون بموضوعية شديدة وكان خالفهم خلاف مبدأ قبل أن يكون خلافاً المقصود منه النيل الشخصي من أناس بعينهم! في الندوة الإعلامية التي نظمها نادي دبي للصحافة مؤخراً بإشراف من الزميلة الإعلامية منى أبوسمرة وبتقديم لافت من الزميل راشد الزعابي، دخلت في مساجلة مع الأستاذ أحمد عيسى الذي قال إننا نعيش وهم الاحتراف·· وراح يغوص في عمق الأشياء التي دفعته لهذا الرأي·· وكانت مداخلتي أن عمرنا الاحترافي ربما لايزيد عن خمسة أسابيع فقط·· وأن رأي أحمد عيسى ربما يكون صواباً لو كانت قد مرت على التجربة الإماراتية خمس سنوات مثلاً!· وخلاصة النقاش أنهاها ''أبو محمد'' بقوله إن تحول أنديتنا إلى كيانات استثمارية في حاجة إلى اعتماد آلية مفهومة وواضحة، وفي حاجة إلى مداولات ومشاورات بين أهل الاختصاص بعضهم البعض حتى لو أخذ ذلك وقتاً طويلاً·· ثم قال ما معناه: إن ذلك عمل محوري لابد من الأخذ به·· ولابد من حدوثه بشكله الصحيح·· حتى نطمئن على أن التحول يسير في الاتجاه الصائب دون أخطاء ودون حرق للمراحل· شخصياً، كنت سعيداً بهذا الحوار وما أسفر عنه·· فما يقوله أحمد عيسى هو بالفعل بيت القصيد·· ونحن نريد رأي حمد بن بروك رئيس الرابطة في هذا الكلام حتى نطمئن جميعاً نحن في الداخل أيضاً·· كما اطمأن محمد بن همام رئيس الاتحاد الآسيوي وجماعته الذين يدفعون تجربة الإمارات لكي تحظى بالمركز الثاني آسيوياً بعد اليابان، وهذا شرف وتقدير يدعونا للفخر والاعتزاز·· ويدعونا في نفس الوقت إلى ضرورة الاعتراف بأهمية العمل الذي قامت به رابطة المحترفين مع كل التقدير للاختلاف ولأصحاب الآراء الموضوعية·· فالاختلاف على هذا النحو لا يفسد للود قضية