قرأت أن حكومة الاكوادور أعلنت اعتبار يوم الاثنين الماضي عيدا قوميا للسعادة في هذا البلد الفقير ، تقام فيه الحفلات في مقر الحكومة وبمشاركة نائب الرئيس ، وقد جاء قرار الحكومة تحت شعار '' الاكوادور تبتسم '' وذلك من أجل نشر البهجة وروح المرح والسعادة في الحياة اليومية لهذا البلد ، ولإنجاح هذا المشروع أطلقت الحكومة حملة توعية حملت اسم '' قافلة السعادة '' لنشر تعاليم هذا العيد بين ابناء الاكوادور في جميع مناطق الدولة الممتدة غبر السهول والجبال وأدغال الامازون ، وقد طافت القافلة على المدارس والجامعات والمؤسسات الحكومية والميادين العامة والشوارع تحقيقا لتكريس ثقافة الفرح والتناغم الاجتماعي في العمل والأسرة ما يسهم في تنمية المجتمع والدولة !! تذكرت عيد السعادة الاكوادوري وأنا أقرأ تصريحات وزير الصحة معالي حميد القطامي حول قرار الوزارة اعتبارعام 2009 عام مواجهة السكري في الامارات بعد أن تفاقمت معدلات الاصابة بهذا المرض الخطير واضعة الامارات في المرتبة الاولى عالميا بنسبة 25% من اجمالي المواطنين حيث يقول مسؤولو الوزارة إنه في عام 2004 أعلن عن وجود 350 ألف مريض في الدولة وهو رقم مخيف جدا خاصة وأن مضاعفات المرض قاتلة بالفعل وتحتاج الى حذر شديد على مستوى النظام الحياتي للمريض بوجه عام ، من هنا فإن الوزارة بحاجة كما فعلت الاكوادور الى قافلة صحية قومية تحت شعار حياة بلا سكري تطوف مدارس وجامعات وأحياء وقرى ومؤسسات الدولة من أقصاها الى أقصاها لنشر الوعي الصحي بطرق الوقاية والتعامل في حالة الاصابة بهذا المرض ! لدينا نسبة اصابة عالية بالسكري بين طلاب المدارس ، يكشف عن ذلك معدلات السمنة بين المراهقين الصغار والشباب في المدارس ، مايعني أن هناك تدنيا حقيقيا في مستوى الوعي الغذائي وطرق الحياة الصحية عند طلاب المدارس وعموم الشباب في المجتمع بسبب أنماط الحياة اليومية المتمثلة في قلة الحركة والجلوس لفترات طويلة وتناول الوجبات السريعة بشكل دائم ، في الوقت الذي لم تتحول فيه الرياضة الى طقس يومي في حياة الناس كما ينبغي وكما هو شائع في المجتمعات المتقدمة · من الضروري اليوم والوزارة تعلن عام 2009 عام مواجهة السكري أن تعمد الى اعتبار الكشف الصحي لطلاب المدارس اجباريا فيما يتعلق بأمراض السكر والثلاسيميا ، لأن أمراض الدم والغدد الصماء من أكثر الامراض التي يجهل الناس عندنا مخاطرها وانعكاساتها على الصحة العامة · لدينا فقر كبير في الثقافة المتعلقة بالعادات الصحية للغذاء وهذا الامر خطير على صحة الاطفال والمراهقين ، كما أن الأسر لا تفعل شيئا لتعديل سلوكيات ابنائها في هذا الاتجاه ما يجعل المسؤولية كبيرة على عاتق وزارة الصحة ، لكنها مسؤولية حتمية لابد من التصدي لها بدءا من المدارس أولا !وعبر العيادات والمراكز الصحية المنتشرة في الاحياء السكنية ، مع ضرورة أن ترعى الوزارة برامج صحية توعوية عبر وسائل الاعلام المختلفة على شكل رسائل قصيرة ومستمرة لفترات طويلة ، كما أن على وسائل الاعلام المحلية أن تتحمل مسؤليتها في هذا الاتجاه باعتبارها مسؤلية وطنية في المقام الاول ، وذلك بزيادة حصة البرامج الصحية المتخصصة والمدروسة جيدا ولا بأس هنا من التضحية ببعض برامج الغناء والتفاهة التي تملأ الكثير من وسائل اعلامنا المقروء والمسموع والمرئي على حد سواء !! ayya-222@hotmail.com