تقوم مؤسسة الإمارات للاتصالات ''اتصالات'' هذه الأيام بإرسال رسائل نصية لمشتركيها، بمناسبة إعداد دليل الهواتف المتحركة للعام المقبل، وتستطلع رأيهم حول إدراج أرقام هواتفهم المتحركة فيه· وهذه الخطوة الإيجابية تعبر عن احترام خصوصية المشترك بدلاً من ترك أرقام هواتفه متاحة للجميع، كما انها ليست بالخطوة الجديدة فقد دأبت عليها المؤسسة حتى مع أرقام الهواتف الثابتة منذ أن بدأت في طباعة أدلتها التي كانت مجلداً ضخماً قبل أن تصبح رشيقة بعد أن حددت لكل مدينة وإمارة دليلها الخاص، ثم انتقلت هذه الأدلة الى مرحلة الاسطونة المدمجة او''السي دي''· الا ان هذه الخطوة لوحدها في احترام خصوصية الآخرين بحاجه الى حمايتهم من الازعاج الذي يتسلل الى هواتفهم النقالة وحتى الثابتة الخاصة سواء في المكتب او المنزل باسم الترويج التجاري· فاستمزاج رأي المشترك في خدمات ''اتصالات'' أو شركة ''دو'' الجديدة يجب ان يشمل ايضاً إذا كان يرغب في تلقي رسائل نصية او اتصالات هاتفية ترويجية· فالكثير من الأشخاص لا تهمه معرفة وجود تنزيلات تصل الى 70 بالمئة في محل الألبسة الجاهزة الفلاني· وإن المركز أو الفندق العلاني سيقيم سهرة العمر، ويدعو متلقي الرسالة الى عدم تفويتها· بغض النظر عن هذا الازعاج دفع بشركات تجارية أخرى للقيام بممارسة غير قانونية تتعلق بتبادل قاعدة بيانات العملاء من باب تبادل المنفعة، وعلى قاعدة ''يا بخت من فاد واستفاد''· تذهب لشراء قطعة أثاث من شركة مرموقة السمعة -او هكذا تعتقد - وتسجل أرقام هواتفك لأجل استدلال عمال التوصيل على عنوانك، وتفاجأ بعد ذلك بأن رقمك الهاتفي وأرقام متعاملين آخرين قد اعتبرته الشركة ملكاً خاصاً بها، تستخدمه انى شاء لها، وكيفما اتفق لها بدعوى الترويج التجاري، ولا تتردد في تبادله مع شركات أخرى وفق قاعدة التبادل إياها· بينما تجد في حالات مماثلة في الكثير من الدول الأوروبية وحتى في الولايات المتحدة حيث تخترع وتبتكر في اليوم الواحد مئات الوسائل الترويجية تستأذنك أي مؤسسة او حتى كشك تجاري إذا ما اعطيتها عنوانك أو رقم هاتفك في أن تكتب على استمارة خاصة إذا كنت لا تمانع في تلقي رسائل دعائية أو اتصالات ترويجية· وحتى للمنازل تجد ملصقات أو علامات تدل على أن أصحابها يرحبون أو يمانعون في تلقي النشرات الدعائية· وفي إحدى المرات كنت في بلدة صغيرة بغرب هولندا عندما لاحظت على مداخل البيوت ملصقات تحمل كلمتي ''نعم و لا''، واعتقدت للوهلة الأولى ان الأمر يتعلق بتصويت في انتخابات من الانتخابات العديدة التي تجرى في تلك البلدان، الا انني عرفت فيما بعد أنها خاصة بشركات الترويج حتى لا تضع في صندوق الرسائل موادها الترويجية والدعائية لمن لا يرغب في تلقيها، خاصة انها مجتمعات لا تعرف الهدر ولا الهذر في استهلاك الورق، ولأن المسألة بالنسبة لهم فوق انها احترام للخصوصية هي ايضا صون للبيئة، فالورق هناك ليس مجرد ورق·