فن الجسد انتقل من النزعة الفطرية الجنسية إلى التعذيب الجسدي · الأعمال الغربية بدأت تظهر الأجزاء الداخلية للجسد وليس التكوين الخارجي فقط · وانتقل الفنان الأوروبي من الانبهار وتقديس الجسدي الأنثوي والبحث المستمر عبر الفن عن فينوس، إلى اتخاذ جسد المرأة سلسلة تحت عنوان '' سريع التلف '' · هناك اشمئزاز وإذلال واضح للجسد الأنثوي وسط زوبعة المستقبل والتطور العمراني، ويحاول الفنان من خلال تلك الثورة على الجسد الأنثوي الوصول إلى الاستقرار والسلام ولكنه في الواقع يقع في بئر آخر يمنعه من التنفس، ومن هؤلاء الفنانين (بنر) Pinar Yolacan's portraits والذي أدرج أعماله تحت مسمى '' قطعه من اللحم ''· إن الفنان الغربي لم يكتف بالإيحاء الصامت عبر الجسد، بل استخدم النظام التمثيلي وهو تمثيل المعلومات باستخدام الحواس ( السمع - البصر - الشم - الذوق - اللمس - الحس )، وهذا التمثيل المستخدم تشويه وليس تطابقاً مع الواقع، حيث يكون المنتج غير دقيق ومنحطاً، ونحن يجب أن ندرك تلك الحقيقة ولا نسعى للتحطيم بسبب فقد الذات الذي وصل إليه الفنان الأوروبي· التعبير الجسدي للإنسان الشرقي يثور على الواقع، لكن دون أن ينزل من مكانة الآخر أو ينبش قبور بائعات الهوى، وإنما يصور الجسد البشري بشكل عام كأنه متسخ ويحتاج إلى تطهير، وهنا طرح للمشكلة ووضع الحلول، بينما الغربي أنزل من مكانة المرأة متناسياً أنها القاعدة التي تبني المستقبل· لقد تخلى الفنان المعاصر عن الفن الإغريقي الذي قدم منذ العصور الكلاسيكية الأولى، الجسد في صورة جمالية ومثالية دقيقة، واعتبره نموذجا ساميا وعاليا، لقد تم نزع الجسد من كرسي الجمال إلى كرسي يكون الجسد فيه عبارة عن كتلة من الرموز والدلالات المجردة· وهذا الاستخدام السلبي للجسد من قبل الإنسان الغربي ناتج من الصراع بين الفضاء والزمن ونتاج التعب والقلق اليومي، بينما الإنسان الشرقي في صراع دائم مع المبادئ الداخلية والمبادئ الدخيلة بسبب العولمة· science_79@yahoo.com