ما يهمني في هذا الموضوع أنه تم بمعرفة وموافقة إدارة نادي الوصل، وهو في حد ذاته قمة التحضر والديمقراطية، وكأننا نعيش في أميركا ''أم الحريات''· الموضوع هو - كما ذكرت بعض وسائل الإعلام- إضراب أو اعتصام تم بصورة سلمية من جماهير نادي الوصل في باحة النادي وقبل انطلاق مباراة الفريق الوصلاوي أمام فريق الخليج·· تلك المباراة التي انتهت لصالح الوصل بهدفين مقابل هدف·· والفوز الصعب تحقق خلال الوقت المحتسب بدل الضائع من عمر المباراة·· نعود للاعتصام فنقول إن مجموعة من جماهير النادي هي التي نظمته، حيث رفعت وعلقت مجموعة من اللافتات المناهضة لمجلس إدارة النادي الذي تعتبره- هذه الجماهير- غير قادر على تحقيق طموحات الجماهير، بل هو المسؤول -على حد تعبيرها- عن تراجع الفريق الذي كان في الموسم قبل الماضي ملأ الآذان والأسماع بتحقيقه الثنائية عن جدارة واستحقاق·· وكلمات اللافتات الاحتجاجية كانت قوية، لكنها في نفس الوقت لم تحمل إساءة او إهانة شخصية لأحد من أعضاء مجلس الإدارة المحترمين وعلى رأسهم راشد بالهول رئيس مجلس الإدارة· وبالمناسبة بالهول هو نفسه رئيس مجلس الإدارة الذي حقق إنجاز الثنائية قبل موسمين· اللافتات استجارت بالشيوخ وبرموز النادي، طالبة تدخلهم من أجل إحداث التغيير·· وبعضها قال على سبيل المثال وليس الحصر: ''يا شيخنا ترى وصلنا مات·· اللي انكسر يا شيخنا من يلمه··· ضاع الذهب صار بضعة أنات·· صار الفهد يطلب من الناس رحمه''· والجميل حقاً أن إدارة الوصل أعطت للجماهير حق التظاهر والاعتصام والاحتجاج بطريقة سلمية، ولم تعترض على إعطائهم حق التعبير عن آرائهم وعما يدور في رؤوسهم· وقد نجحت إدارة الوصل في التفريق بين حق إبداء الرأي وبين حق الاختلاف حول هذا الرأي·· وقد ظهر ذلك في التصريحات التي أدلى بها راشد بالهول·· فكما أعطى للناس الحق في التعبير عن رأيهم بالطريقة التي اختاروها وهي طريقة لم نعتدها على هذا النحو الديمقراطي بكل ما تحمله الكلمة من معنى، أعطى لنفسه الحق هو الآخر لكي يعبر عن رأيه فيما حدث· وقد قال رئيس مجلس الإدارة ما معناه أن هناك أيدي خفية تحرك الجماهير من الخارج·· وقال متهكماً ''أحسن أن الجمهور لا يحضر ولا يكلفنا ما مقداره 20 الف درهم''· هذه الواقعة الجديدة علينا من الطريف أنها تحدث في ظل أندية لازال مجلس إدارتها يتم تشكيله بالتعيين وليس بالانتخاب·· ورغم أن الأندية مملوكة لأعضائها لأنها أندية لازالت حكومية ويتم دعمها من قبل الحكومة·· إلا أن هؤلاء الأعضاء لا يحق لهم تغيير مجالس الإدارات·· لأن الأندية باختصار لا تعمل بمفهوم الجمعيات العمومية·· فليس لدينا جمعيات عمومية في الأندية رغم أن لدينا جمعيات عمومية في الاتحادات الرياضية·· وهذا في حد ذاته تناقض غريب يؤكد نظرية الهرم المقلوب التي لازلنا نعمل بها· آخر كلام ليس هناك كلام يقال في ظل تناقض غريب لا زالت تعيشه أنديتنا الرياضية المعينة في مواجهة اتحادات منتخبة· ولو كان مجلس إدارة الوصل، الذي أحييه على روحه الرياضية العالية، قد جاء عن طريق الجمعية العمومية بالانتخاب لما كان الأعضاء قد لجأوا إلى الاعتصام·· بل كانوا قادرين على المحاسبة المباشرة وقادرين حتى على حل المجلس وتشكيل مجلس جديد·