جلست في مكان قصي أشرب قهوتي على مهل، فاذا بي أقع في فخ المراقبة وتسجيل ما أرى بعين المراقب الساخر لا المتفرج العادي، فتلك السيدة التي جاءت على عجل لتناول الإفطار كادت أن تقع منكفئة على وجهها لسببين الكعب العالي الذي يبلغ 13 سنتيمتراً والثوب الضيق الذي لا أدري كيف تتحرك وتتنفس داخله، قلت في داخلي أية قضايا تخص المرأة ستناقش هذه السيدة أنها بحاجة لمؤتمر يناقش مأساتها، أما تلك فقد بدت مثيرة للسخرية بثياب سكان اسكتلندا القدماء ، الكرانيش والدانتيلا والطبقات التي تعلو بعضها بعضاً، فيما بعد توالى مجيء المشاركات ليتضح أن عدداً قليلاً كان يجمع بين الأناقة ومنتهى البساطة والعملانية، أما الكثيرات فقد وقعن في المبالغة المضحكة جداً !! مع ذلك فانني أسجل نقطة في صالح وفد الإمارات الذي التزم زيه الوطني فكان مميزاً بأصالته الواضحة ! تساءلت هل يعقل أنهن لم يلقين نظرة أخيرة على أنفسهن عبر المرآة مع أن الفندق الذي ننزل فيه قد زود كل غرفة بمرآة ضخمة بطول الجدار لهذه الأغراض الإنسانية والنسائية !! إحداهن كانت تتحدث عن المرأة الريفية وضرورة إدماجها في عمليات التنمية والتطوير وأن على الحكومات العربية أن تعمل على الأخذ بفكرة الخبير البنجلاديشي محمد يونس صاحب جائزة نوبل فيما يتعلق بتمويل المشاريع المتناهية الصغر للفقراء!! جميل جداً لكنني حين تأملت حقيبتها ماركة لويس فويتون الضخمة واللامعة اكتشفت بأن هذه الحقيبة وحدها تستطيع أن تمول قرضــاً لمئـــة سيدة ريفيـــة في بلد تلك الفيلسوفة الاقتصادية العظيمة !! البروفيسورة الأجنبية التي جاءت تسير متلفتة في كل الاتجاهات باحثة عن رفقاء تنضم اليهم بدت بائسة بشكل لا يعقل، حقيبتها، الجاكيت الذي ترتديه، التنورة والقميص وكأنها حزمة ثياب لا زالت تحتفظ بها كذكرى من جدتها التي توفيت بعد الحرب العالمية الأولى مباشرة، فغير معقول أن يبدو الانسان رثاً وممعناً في البؤس وعدم الأناقة كي يمنح الآخرين انطباعاً بأنه غير مهتم بالمظهر وبأنه جاد وعالم وبسيط، هنالك فرق بين البساطة واللامبالاة البائسة !! المخرجة العربية ذائعة الصيت بأفلامها المثيرة فيما يتعلق بقضايا الحرية الجنسية كان لها مكان فسيح على منصة المؤتمر حيث تمادت في إبداء رأيها في تلك الحرية، معتقدة أن الحديث تحت سماء بيروت يمنحها حق التحدث على طريقة أنصار الثورة الجنسية في السويد أو فرنسا، فقد رأت كثير من الحاضرات أن إصرار المخرجة على تكريس وإشاعة فكرة الحرية الجنسية للمرأة هي صورة أخرى من محاولاتها الحثيثة لنشر الرذيلة بحجة أن الدول العربية قد وقعت على اتفاقية الجات التي تبيح بل وتدعو الأعضاء الموقعين لمنح النساء كامل حقوقهن الجنسية الشائعة في الغرب كالشذوذ والزواج المثلي والعلاقات خارج مؤسسة الزواج وإطار الدين و···· الى آخر هذه الانحرافات !! لهذه المخرجة ومثيلاتها نقول إن قضايا المرأة إذا وصلت الى هذا المستوى فلنقل على مجتمعاتنا السلام، فما حفظ الأسرة والمجتمع الا الأخلاق القويمة، وما وجد مجتمع حتى تلك المجتمعات التي بلا دين الا ودعت الى تهذيب الغريزة وحفظ المرأة وتأطير العلاقات بين الجنسين، لا نريد أن نعود لظلام الانحطاط الأخلاقي تحت مسميات الحرية فالحرية أعظم وأسمى وأكثر نبلاً من ذلك، وفعلاً كما قال أحد المفكرين :'' أيتها الحرية كم من الجرائم ترتكب باسمك ''!! ayya-222@hotmail.com