اندلعت الأسبوع الماضي معركة حامية الوطيس بين'' إخوان شما'' حول أصل الشاعر المثير للجدل أبو الطيب المتنبي، وقد كان مادة خصبة لمنتديات عرباننا الذين لم يترك بعضهم عصبية إلا واستدعاها، بعد أن كانت رسالة باحث سعودي لنيل درجة الدكتواره من إحدى الجامعات المصرية العريقة قد أطلقت شرارة المعركة الجديدة· إثر ما توصل اليه بأن مالئ الدنيا وشاغل الناس من عرب جنوب اليمن وليس كما تذهب إليه كتب التاريخ عنه· ودلل على ما قال بأشياء كثيرة لسنا هنا في وارد استعراضها· وفي الأسبوع ذاته الذي كنا منشغلين فيه بأصل وفصل مادح سيف الدولة الحمداني، وهاجئ كافور الأخشيدي جرى حولنا حدثان من الهند، الأول تمثل في إطلاق الهند أمس الأول لأول مركبة فضائية إلى القمر في خطوة تاريخية ترسخ قدم هذه الدولة في نادي الفضاء الدولي، وضمن البلدان الكبرى· فقد حمل الصاروخ الهندي المركبة غير المأهولة ''شاندرايان ''1 إلى القمر· وتحمل أجهزة علمية هندية وأوروبية· وستقوم بتجارب وعمليات مراقبة بعد بلوغ مدارها القمري على ارتفاع 385 كيلومتراً عن الأرض· ومن هذه التجارب دراسات لطبقات سطح القمر وبحث عن مياه ومعادن ومواد كيميائية، بعد إنزال مسبار صنع في الهند على سطح الكوكب الذي نصيبنا منه فقط التغزل به للحسان· ومن أبرز مهام المركبة'' شندرايان1 ويعني اسمها باللغة الهندية'' المركبة المتجهة إلى القمر'' البحث عن عنصر'' الهليوم''3 الذي يعد من النظائر النادرة للغاية على الأرض، و يعتبر ضرورياً لعمليات الانصهار النووي، ويراهن عليه العلماء بوصفه مصدراً مهماً للطاقة في المستقبل· وترى الهند أن إطلاق المركبة الفضائية سيرسخ أقدامها إلى جانب الدول العظمى في سوق إطلاق الأقمار الاصطناعية والتي تبلغ قيمتها خلال العقد المقبل نحو 145 مليار دولار· وتعرض الهند سعراً أقل بنسبة 35% من بقية وكالات الفضاء لإطلاق أقمار اصطناعية· أما الحدث الهندي الثاني فيتمثل في قيام نيودلهي بإرسال سفن حربية من أسطولها البحري إلى السواحل الصومالية من أجل حماية سفنها التجارية ومصالحها بعد أن استفحل نشاط القراصنة هناك بما يهدد خطوط التجارة العالمية في المحيط الهندي وبحر العرب وخليج عدن· وأجرت البحرية الهندية أمس الأول مناورات ملبار80 مع نظيرتها الأميركية للتصدي للقراصنة· أكبر ديمقراطيات العالم التي كانت قد أصبحت دولة نووية منذ أمد ليس بالقصير، تفخر أنها حطمت تبريرات الذين يعلقون فشلهم في التنمية على مشجب الانفجار السكاني، واستطاعت أن تخلق أكبر طبقة متوسطة في العالم على الرغم من الهوة الكبيرة بين الأغنياء والفقراء· ويناهز عددها الأربعمائة مليون درهم، وأصبح الاقتصاد الهندي من رهانات المستقبل والدليل أنه ونظيره الصيني تعلق عليهم آمال كبيرة لخروج العالم من الأزمة المالية الحالية، وهما مدعوان بقوة لحضور القمة العالمية التي دعت إليها الولايات المتحدة في واشنطن الشهر المقبل· وقائع وأحداث لتذكير المنشغلين بجذور المتنبي بقوة عظمى لا تبعد عنا كثيراً، وما زال البعض يرى أنهم مجرد- هنود!!