في الإمارات وحدها، قد تصبح للثقافة وزارات أو دوائر تهتم بالثقافة والفنون وترعاها، وقد يكون لها نشاط متنوع وتنافسي مع بعضها البعض، وإذا كان ليس هناك منافسة في الثقافة ومردودها الاجتماعي على المهتمين بها والمشتغلين عليها، حيث إن النهاية فائدة للجميع وفائدة للقوى الاجتماعية والثقافية· إذاً من أين جئنا بالتنافس هذا أو هذا التسابق الجميل نحو الثقافة والفنون، والتي ظهرت طفرة كبيرة في العناية بها والرعاية والاهتمام، وإن تأخر عن بدايات قيام الدولة، ولكنه الزمن والتحولات الكبيرة في الرؤية وصدق تلك النداءات الجميلة والعمل الدؤوب والتعب الطويل الذي قدمته أجيال كثيرة في الإمارات منذ ستينيات القرن الماضي وحتى هذا التاريخ، والزمن الذي ظهرت فيه الوزارات أو الدوائر الثقافية، والتي يهمها الجانب الإعلامي أولاً وأخيراً، حيث كل يعمل على صعود دائرته ومكانه ومنطقته، لن أقول إمارته، حيث نحن في دولة الاتحاد وكأي نشاط أو نهر يتدفق في النهاية يصب في المنبع، صحيح أن البعض ينشد اقليميته ومنطقته ولكن المنفرجةَ إدراكاتُهم يعرفون أن بعض الأزمنة تتيح للجانب الإعلامي والدعائي مشروعيته ما دام الهدف الأكبر خدمة للثقافة والفن، ماذا يهمنا إذا قال أحدهم إن مدينتي أو منطقتي تقيم أكبر معرض أو مهرجان أو تجلب مؤتمراً أو تحيي احتفالية والعاملون أو الناشطون أو المبدعون والفاعلون يتوزعون على مساحة الوطن الأكبر أو إمارات الاتحاد كلها· في البدء كان للدولة وزارة واحدة مثلاً هي التي ترعي الثقافة والإعلام والفنون، وأيضاً وزارة واحدة ترعى وتشتغل على التعليم وأخرى للتجارة والاقتصاد، والبريد والمواصلات والاتصالات والزراعة والصيد وجميع المناشط، والفرد في الإمارات يسعده هذا النهوض ويؤلمه التأخر والنقوص أو عدم تحقيق الأهداف، حيث بدأت الإمارات في القديم أجزاء مفرقة حتى جاء الاتحاد، ولكن بعد (37) عاماً حصل تطور كبير وتقدم هائل على كل المستويات والصعد ضمت الأجزاء إلى بعضها بقوة الإيمان والاقتناع بأن الإمارات المتصالحة كما أطلق عليها الاحتلال الإنجليزي أصبحت بعزيمة المخلصين والرجال الأوفياء دولة حضارية متقدمة· أما ما نلاحظه الآن من بدء اتجاهات إلى رعاية المناطق الخاصة وتعزيز المناطقية عبر الثقافة والإعلام والتجارة والاقتصاد والسياحة، انها دعم الجزء للكل، وأن هذا الملمح الذي بدأ يظهر الآن ما هو غير حب الكل في الجزء، حيث إن الجزء أو الأجزاء القوية هي تدعيم للعموم والكل، هذا هو المرجو، أما إن خاب الظن فإننا للإقليمية سائرون!! him_Mubarak@hotmail.com