الذي لا يريد أن يتفهمه النصراوية الجدد، أنه لا توجد صحيفة إماراتية مهما كان موقعها الجغرافي تتعمد ترصد نادي بعينه من أجل التأثير السلبي عليه، أو حتى من أجل مصلحة ناد آخر.. وهي النظرية التي يدور في فلكها معظم الأندية، وهي ثقافة قديمة لم يصبح لها الآن محل من الإعراب بفعل الزمن على أقل تقدير، صحافة الإمارات لها خصوصية جميلة، ربما لا تتوفر في الكثير من الدول الأخرى، حتى لو كانت سبقتنا بسنوات طويلة، حتى الآن تتميز صحافة الإمارات بأنها ليست صحافة أندية.. بل هي في الأعم الأعظم صحافة وطنية تعطي اهتماماً كبيراً لدرجة المبالغة لمنتخباتنا الوطنية، ولمسابقاتنا المحلية، في كل الألعاب وليس كرة القدم فقط، قد يكون في بعض الأحيان هناك حماسة إقليمية، وهذا في طبع الأشياء في كل الدنيا، لكن ذلك لا يعني على الإطلاق إغفال دور الآخرين أو تهميشهم أو التأثير عليهم أو محاولة النيل منهم، هذا هو باختصار شديد مفهوم العمل الصحفي الوطني في الدولة، وما هو عكس ذلك فهو يكون استثناء للقاعدة. من خلال هذا المفهوم الوحدوي يعمل الجميع دونما رقيب أو حسيب.. ودونما توجهات وتداخلات.. فهذه ثوابت وطنية يعرفها كل العاملين في الحقل الصحفي.. وهي مغروسة في أعماقهم.. كما أن القيم الأخلاقية المهنية النظيفة هي الدافع الرئيسي للعمل.. ولم تكن الدوافع أبدا نتاج مصالح أو أغراض ضيقة.. ولعلم الدخلاء على المهنة أو الذين وجدوا أنفسهم في غفلة من حملة الأقلام أو صناع الكلمة.. فإن حملة التشكيك نشطت في فترات خلال المسيرة الطويلة لكنها سرعان ما ذهبت لحالها وكأنها لم تكن.. لأن الزبد يذهب جفاء.. لأنه أشبه بفقاعات الصابون.. المجتمع لم يقتنع يوماً بحملات التشكيك.. وكان طبيعياً أن يتوقف النباح وتمضي المسيرة الطيبة بإذن الله. والذي استوقفني في البيان النصراوي الذي صدر أمس الأول رداً على تحقيق صحفي نشرته “الاتحاد” تحت عنوان “النصر في نفق مظلم” هو أن هذا البيان يؤكد للمرة المليون أن الإدارة النصراوية تفتقد للخبرة في التعامل الرياضي، وفي التعامل الصحفي أيضاً وهذا هو السبب الرئيسي في التراجع المستمر للنادي العريق الذي ظل مريضاً ولم يتعاف من سنوات وسنوات على عكس جيرانه الذين يمرضون ويستشفون ويعودون لتحقيق البطولات من فترة لفترة، كما حدث للأهلي وللوصل وللشباب الذين عادوا دون أن يعود رابعهم! ومن دلائل عدم الخبرة أن البيان نفسه اعتمد على كلمات عاطفية أمثال “النصر من نصر لنصر.. والعميد سيظل عميداً” فهذه كلمات تدغدغ المشاعر.. لكنها للأسف لا تمت للواقع بصلة.. فالنصر العريق مهدد الآن بالهبوط ولم يتذوق طعم البطولات الكبرى من موسم 86/85 الذي أحرز فيه ثلاثة ألقاب كبرى “الدوري وكأسين”. آخر الكلام سألني متى يعود النصر قلت لا أعلم.. لكن الذي أعلمه أن أبناء النصر الحقيقيين هجروه أو أجبروا على هجرانه.. ووجدت نفسي أقول لصاحبنا: “للأسف يا صديقي وهذه كلمة حق فالنصر ذهب ولم يعد منذ أن ذهب مانع آل مكتوم”!