التلويح بالنووي أصبح شائعة وذائعة وذريعة لكل من يخفي النوايا ويبطن الرزايا، ويحث الخطايا باتجاه التخويف والترهيب وإباحة ما لا تبيحه الأخلاق والقيم الإنسانية الرفيعة· الأمر الذي يجعل جل وكل محبي السلام في العالم، وفي مقدمة الركب تقف الإمارات، إلى كبح جماح التهور وردع التضور، ومنع الاستخفاف بقيمة الأرض ومن عليها، والوقوف بوعي أمام الذين يتخيلون أن السلاح النووي وسيلة وحيلة لتخويف الناس وتجريف المبادئ وتحريف الثوابت واتباع مبدأ قوة العضلات حلاً للمعضلات· المادة النووية سلاح ذو حدين، بإمكان البشرية الاستفادة من هذه الطاقة السحرية في خدمة العلم وتطوير المجتمعات والنهوض بها نحو مستقبل مضيء بطاقة خالية من العبث والتلوث، متحررة من السباق المحموم المأزوم المكظوم المكلوم بنوايا وخبايا وخفايا لا يعلم سرها إلا العالمون بمدى فداحة الجريمة فيما لو استخدمت هذه الطاقة في مسارب ومآرب تقض مضاجع البشرية وتفجع مناحها، وتبيد وتكبد وتعيد العالم إلى جبلته الأولى· التهديد بالسلاح النووي لا يعني القوة، بل هو ضعف وجبن وخوف من المستقبل، والتهديد بالسلاح النووي يعني أن هناك هشاشة عظام في بعض الدول وأنيميا في دمها السياسي والاقتصادي والاجتماعي مما يجعلها تسدل الستار على كثير من القضايا الجوهرية المستعصية لتلفت الأنظار إلى مفرقعات دامية لا مردود لها غير حرق أصابع من يشعلها ومن يؤجج نيرانها· والعالم اليوم، وبعد التطور العلمي المذهل الذي يشهد على مختلف الساحات والمجالات بحاجة إلى عقل يزن ويثمن هذا الجهد العبقري، ويفضح مآرب الشيطان التي تتبناها عقول بشرية خرجت عن طور القيم وتجاوزت حدود المنطق وسكنت في زاوية الظلام تخطط وتحبك وتسبك لتعيد عجلة التطور في العالم إلى الوراء لتقف عقبة كأداء أمام كل بارقة أمل ينشدها العالم· الطاقة النووية لها فعل الماء في الشرايين، إذا استخدمت استخداماً سلمياً من أجل إنارة طريق العالم بإبدعات واختراعات تضيف الى الإنجازات مميزات وإضافات وتضع رقماً جديداً في برنامج العمل الإنساني القاضي إلى وضع الطاقة النووية كبديل ناجز ومبهر لصناعة غد الإنسان ومستقبله المهدد بنضوب الطاقة النفطية· فكم هو العالم جميل ونبيل ورائع وناصع في غياب العابثين النابشين في قبور الموتى، المتخمين بحمل التوابيت، المضمحين برائحة البؤس والشقاء· كم هو العالم بديع ومنيع بلا خض الركاب المزبدة بغدير وهدير السباقات الجنونية المتربصة بأرواح الناس وأرزاقهم ومستقبلهم وتطلعاتهم إلى زمن يؤمه الأمن والسلام والوئام والانسجام بلا احتدام أو اضطراب أو خراب أو سراب يقود إلى ضباب· كم هو العالم بحاجة ماسة وملحة إلى ميثاق شرف عالمي يأخذ على عاتقه مسؤولية المنع والردع لخلايا النوايا النووية، وإفساد الرغبات المحمومة والمسمومة والمثلومة بأمراض وأعراض وأغراض لا تصب إلا في خانة فناء العالم، وانتهاء أسطورة تطوره وتفوقه في مجالات العلم والإنجاز التقني· كم هو العالم بحاجة إلى سلام وحب ووئام