'' إن ضوءاً واحداً يغيب، يعد خسارة كبيرة لمسيرة الضوء وسط الظلمات '' بهذا رثى الباحث نواف الزرو الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش ، ورثاء درويش ليس هو بيت القصيد ، فهذا شاعر كبير وجدير بالاحتفاء حاضراً أو غائباً ، لكن بيت القصيد يتعلق بغياب مدونة ''مجرد إنسان'' في الفترة الماضية ، فعندما يختفي ضوء وسط واقع يحتاج إلى الضوء ثم لا يجد من يهب باحثاً متسائلاً أو حتى مبدياً شبه اهتمام فذلك ما يستحق الرثاء فعلاً ! في الأيام الماضية تناقل الناس عبر رسائل البريد الإلكتروني خبر حجب هيئة الاتصالات لمدونة ''مجرد إنسان''، فلم تكتب صحيفة شيئاً عن الخبر ، لم يهتم صحفي بإثارة الموضوع ، ولم نكلف خاطرنا ككتاب ندعي البحث عن حرية الرأي والتعبير أن ننوه عن هذا التجاوز الواضح على هامش الحرية المباح ، كل ماحصل أن صحيفة الناشيونال الصادرة باللغة الإنجليزية وحدها دون غيرها من أثارت الموضوع وكتبت فيه وحاولت أن تتواصل مع بعض المسؤولين · لماذا التزم الجميع بمن فيهم جمعية الصحفيين وجمعية حقوق الإنسان الصمت المطبق· لم يمنع أحد حسب علمي من الحديث في القضية، لم يكتب أحدنا مقالاً ما ورفض المقال ، ولم توزع بيانات تنبه الكتاب أو الصحفيين من التطرق للقضية ،الجميع اجتهد والجميع توصل إلى أن الصمت أصدق أنباء من المجاهرة بأي موقف !! ما حدث أن منظمة ''مراسلون بلا حدود'' قد أصدرت بياناً، وبعض مراسلي الصحف الأجنبية قد حاولوا الاتصال بصاحب المدونة لإجراء حوارات من تلك التي تتصيد في المياه العكرة ليتحول الحوار فيما بعد إلى فقرة مهمة تستخدم كمستمسك ضد الإمارات ضمن تقارير الحريات والتنمية والشفافية ، وقد كان صاحب المدونة ملتزماً بوطنيته فرفض إجراء أي حوار ، معتبراً أن الأمر بسيط ولا يستحق كل تلك الضجة ·· وخيراً فعل ''مجرد إنسان'' !! لقد رفع الحجب عن المدونة، وهذه خطوة جيدة قامت بها هيئة الاتصالات بتوجيه من الحكومة ، فلم تكن الإمارات يوماً صاحبة قضايا وإشكالات وضوضاء صارخة في هذا الاتجاه، كانت دائما تحل هذا النوع من القضايا بهدوء وحكمة، وهذا أمر مشهود لها· لكن تعاطي الحكومة بكل ما للحكومة من اعتبارات قابلة للنقاش والتفهم شيء، وموقف الصحافة وجمعية الصحفيين ونحن معشر كتاب الرأي شيء آخر، لأن هذا الرقيب الذي ربيناه في داخلنا لسبب أو لآخر يبدو أنه صار مارداً وصرنا نحن أول ضحاياه، لقد أوقعنا الرقيب الداخلي في شرك التناقض بين ما ندعيه وما نفعله، بين ما نطالب به وما نسقط فيه حين نكون على محك التجربة !! ayya-222@hotmail.com