أفسدت مجموعة من أنصار البيئة والحياة البحرية أفراح فندق ومنتجع باذخ الفخامة في دبي، فقد نجحت المجموعة وغالبيتها من المقيميين الغربيين في حشد التأييد لمعركتها مع المنتجع منذ افتتاحه التجريبي أواخر شهر رمضان الماضي، بعد ان اكتشفت أن الحوض المائي الضخم بالفندق المصنف من فئة السبع نجوم، والمخصص للاسماك والكائنات البحرية يضم سمكة قرش من نوع يمنع أسره· وقد كان هذا الحوض المائي بؤرة اجتذاب الزوار والسياح الذين تدفقوا لمشاهدة هذا الصرح السياحي العملاق الذي يضاف الى معالم الحركة السياحية الناهضة في البلاد· وبالفعل نجحت معركة المجموعة وتدخلت وزارة البيئة لإخراج القرش من الحوض وإعادته الى اعالي البحار لينعم بحريته، ويعيش في المياه حرا طليقا كما ولد من دون قيود الأسر! وتستعد المجموعة لاحتفال كبير في يوم نقل القرش الأسير الى فضاء الحرية وإعادته الى بيئته الطبيعية، احتفال يليق بالفوز الذي تحقق للمجموعة في معركة '' تحرير القرش''· هذا الانتصار الذي حرصت على إبرازه صحف محلية تصدر باللغة الانجليزية ووسائل اعلام اجنبية أخرى، أثار حفيظة بعض البشر الذين حقدوا على القرش المحظوظ، الذي كنا وما زلنا في منطقتنا الخليجية نصطاد العديد من انواعه ونجففه ونعد منه'' العوال'' و نستخدمه كذلك في اعداد ''الجشيد''، ونعتبره من المقويات الطبيعية قبل ان تغزو''الحبة الزرقاء'' حياة البعض منا ممن تأثر بالأغذية المعلبة والسريعة التحضير· نعود الى حقد بعض بني البشر على ''القرش المحرر''، فقد رأوا انه نال من الاهتمام والمتابعة من وزارة البيئة ما لم ينالوه هم ممن زحفت قرب منازلهم ومناطقهم السكنية في الفجيرة ورأس الخيمة الكسارات والمحاجر، وكذلك في مناطق من الشارقة وعجمان ودبي ممن وجدوا انفسهم يجاورون محطات معالجة النفايات والصرف الصحي· رغم ان اصواتهم بالشكوى قد ارتفعت منذ زمن أبعد من اصوات انصار ''القرش المحظوظ''، وهم اي هؤلاء المواطنين لم يتركوا وسيلة اعلامية او جهة مسؤولة إلا وطرقوا بابها يرجون الحل لحماية انفسهم وأسرهم ولا سيما الاطفال الصغار من التأثيرات الصحية الضارة لهذه المنشآت القريبة من بيوتهم، وباتوا يتعايشون مع ما ينبعث منها رغما عنهم· حتى عندما قامت السلطات بإلزام الكسارات بتركيب''فلاتر'' كان التأثير محدودا، كما ان بعض هذه الكسارات لم يعر أدنى اهتمام لمناشدة السلطات البلدية والوزارة له باعتماد وسائل وطرق تراعي متطلبات الحماية البيئية· وتواجد محطات لمعالجة النفايات والصرف الصحي ومحاجر وكسارات يكشف درجة غياب التخطيط البعيد المدى للكثير من الجهات التى كانت تعتبر هذه الامكنة بعيدة عن العمران من دون ان تحسب للتوسع الحضري والزيادات السكانية اي حساب· فإذا بنا نجد اليوم ان المنازل والدور السكنية لم يعد يفصلها عن تلك المنشآت سوى امتار قليلة، بينما تتكفل الرياح بنقل الاضرار الى مناطق ابعد من تلك الأمتار المعدودة· وكل ما يتمنى هؤلاء الناس ان تسبغ عليهم وزارة البيئة شيئا من الحنان والاهتمام الذي حظي به قرش'' القارة المفقودة''!·