يعقد في العاصمة اللبنانية بيروت منتدى المرأة والمستقبل يومي الخميس والجمعة ، وقد أحسن منظموه تفكيرا إذ اختاروا له هذا العنوان فالمرأة ستبقى الموضوع الأكثر جدلاً وتجاذباً لوجهات النظر ، وربما صارت الموضوع الحاسم فيما يتعلق بمستوى التحضر والديمقراطية بالنسبة لكثير من الدول التي تحاول عبر الاصطفاف الى جانب المرأة أن تخفف من حدة ضغوطات واستحقاقات المرحلة المستقبلية سياًسيا وثقافياً وإنسانياً · لا أدري كم صحفياً وصحفية في الإمارات سمعوا عن هذا المنتدى أو دعوا لحضوره ، لكنني فوجئت باتصال ملح من جريدة الناشيونال الصادرة بالإنجليزية في أبوظبي لإجراء حوار معي حول المنتدى باعتباري إحدى المتحدثات فيه ، كانت الصحفية مصرة على أن يكون اللقاء مباشراً لا لقاء عبر الهاتف أوالفاكس أجيب أنا على أسئلتها وتضع هي اسمها عليه وكان الله ستاراً حليماً كما هي عادة الكثيرين والكثيرات من أهل الصحافة العربية · حاولت مراراً الاعتذار لكنها أصرت بلطف جميل ، وذكرتها كثيرا بأن اللقاء عبر الهاتف أسهل لي ولها كي لا تكبد نفسها عناء المجيء من أبوظبي الى دبي في وقت قياسي لا يتجاوز الساعتين ثم تعود ثانية ، لكنها بقيت على إصرارها ، ولأجل هذا الإصرار وافقت ، وتقديراً لمهنيتها ألغيت بعض الأمور الضرورية قبيل السفر بعدة ساعات لألتقي بها ، وقد امتد اللقاء قرابة ساعتين من الزمن ، سألت عن كل صغيرة وكبيرة حول جلسات المنتدى والافكار التي أرغب في الحديث حولها وطرحها أمام الحضور العربي والأجنبي والمتعلقة بالمرأة ! احترمت مهنية هذه الصحفية، وإصرارها ، وتساءلت كثيراً لماذا يلجأ أغلب صحفيينا لصحافة الفاكس والهاتف ببساطة ، يقول بعضهم إنهم يسهلون المهمة للضيف لا لأنفسهم فمن السهل الحصول على الشخص عبر الهاتف لكن من الصعب جداً ترتيب لقاء معه ، ويقول بعضهم إن المهام الملقاة عليهم من قبل إدارات الصحف لا تترك لهم الخيار وسط كثرة المسؤوليات وزحام الطرقات وصعوبة الحصول على المصادر ، ويقول بعضهم بكل شفافية مرة هكذا أداء يتناسب مع هكذا مرتبات ، بمعنى أن البعض يؤدي مهامه قياساً بمقدار ما يقبض من المؤسسة ولتذهب الحرفية الى الجحيم !! هناك صحفيون رائعون في صحفنا العربية، لكنني أجد من واقع التجربة أنهم يفقدون حماستهم للمهنة يوماً بعد آخر بالرغم من أن حجة الرواتب المنخفضة ليست صحيحة دائما اذا ما علمنا مستوى الرواتب الحالي الذي يتقاضاه الصحفيون ، لكن أموراً كالمهنية ومستوى الحريات المتاحة والجوانب الادارية وعلاقتهم بمؤسساتهم ومدى قوة وأخلاقية هذه العلاقة وجديتها لها تأثير كبير سلباً أو إيجاباً في ارتفاع أو انخفاض مستوى الحماس أو الاندفاع بروح وثابة نحو متاعب المهنة والتزاماتها بكل الحرفية المتوقعة ، ساعتها أوافق تماماً على مبدأ '' على قدر التزام المؤسسة أخلاقياً مع الصحفي ، يكون التزامه المهني تجاه عمله في الصحيفة '' وبالتأكيد فإن الربط بين الحرفية والمال ربط لا أخلاقي تماماً وإن كان يؤثر حتماً في مستوى الأداء ·· يبقى على إدارات الصحف أن تتنبه لآليات الأداء وليس للصفحات التي تسلم لرؤساء الاقسام في ختام اليوم ·· فليس كل ما يكتب صحافة ، كما أنه ليس كل ما يلمع ذهباً !! ayya-222@hotmail.com