معروف أن الإمارات تضم 5 مؤسسات أعلنت عن دعم مشاريع الشباب، ومن سابق خبرات كثير من الشباب فإن إتاحة الفرص ومنح الدعم المفترض من قبل هذه المؤسسات للشباب المواطن بشفافية وبعيداً عن تعقيدات البيروقراطية كما يتمنى أصحاب السمو الذين بادروا بإنشائها ما زال دون الطموح ومازالت الملاحظات تتوالى بشأنه، هناك رسالة سامية توخاها صنّاع عندما بادروا بإطلاق هذه المؤسسات لتبني أفكار وطموحات أبناء الإمارات من خلال إيمانهم بقدرات أبناء الوطن وحاجة الوطن لأفكارهم الخّلاقة لكن بعض القائمين عليها ينقصهم فهم ووعي هذه الرسالة· لقد ضاعت أفكار كثير من الشباب ممن لجأوا ، وبحسن نية في سبيل تحويل أفكارهم من مجرد أحلام إلى مشاريع حقيقية ، إلى البحث عن مصادر التمويل بين البنوك والمستثمرين، ضاعت أفكارهم بين وعدم تفهم البنوك لطبيعة المشاريع والعقبات المتمثلة في الضمانات التعجيزية· وهنا فإن تجربة شاب مبدع وموهوب مثل محمد سعيد حارب صاحب ومخرج مسلسل ''فريج الكرتوني'' تشهد كما حكى هو بنفسه على صعوبة الإجراءات والوصول للموافقة ، حيث يتطلب الأمر دراسات ومقابلات ونتائج وإحصاءات و····· الخ، ما يعني ضياع الوقت وأحيانا الهمّة والاندفاع خاصة حين لا يكون لهؤلاء الشباب سابق معرفة بدراسات الجدوى مثلاً، حارب قال إن طريقه لم يكن مفروشاً بالورد فهذا العمل رغم ما حققه من نجاح وجماهيرية إلا أنه احتاج لسنتين من الإجراءات حتى تمت الموافقة عليه من قبل برنامج الشيخ محمد لدعم مشاريع الشباب!! يقول شاب صاحب تجربة مع هذه المشاريع: ''إن المطلب الحقيقي لنا هو الدعم المالي بالدرجة الأولى، ولا نعول على الدعم الفني وباقي الامتيازات مع إيماننا بأن الذي يفتقد الخبرة والنواحي الفنية والقانونية والحسابية والكفاءة التي تمكنه من إدارة مشروعة بنفسه يجب أن لا يقحم نفسه في سوق الأعمال'' ··والدعم المادي ضروري وتيسير الإجراءات بحيث تكون أقل بيروقراطية وأكثر عملانية سيخدم الفكرة والشاب والوطن في النهاية، وسيعود النجاح للمؤسسة في ختام الرحلة لأنها ساهمت في إخراج مبدع يشار إليه بالبنان!! هناك على الطرف الآخر طابور طويل من العاطلين عن العمل من أبناء الدولة يعانون بصورة كارثية إن صحّ التعبير وليست الوظيفة هي السبيل الوحيد لعلاج هذه المشكلة ، بل تشجيع أبناء البلد على ممارسة العمل الحر من خلال مؤسسات دعم مشاريع الشباب في كل من يجد في نفسه القدرة والكفاءة، حتى لا نستمر في اجترار التهم وتوجيهها للشباب بأنهم غير منتجين وبأنهم كسالى لا يسعون إلا لمنصب المدير ولا يتحملون مشاق العمل الحر الخلاّق و···· الخ وهذه القائمة من الثقافة السلبية التي تمت إشاعتها عن شباب الإمارات لصالح أهداف خاصة لدى مروجيها!! ayya-222@hotmail.com