تستحق مهرجانات الاعتزال أن تحظى بكل الاهتمام باعتبارها تجسد معاني الوفاء لنجوم قدموا الكثير لكرة بلادهم، ومن حقهم علينا أن نحتفي بهم وأن نكرمهم بقدر ما ضحوا من أجل خدمة منتخب بلادهم وناديهم. ويبقى “التوقيت المناسب” هو حجر الزاوية في نجاح أو عدم نجاح مهرجان الاعتزال، فعندما يقام المهرجان بعد سنوات طويلة من انتهاء المهمة داخل المستطيل الأخضر فإنه يفقد كثيراً من رونقه وجمالياته، وهو ما حدث مع العديد من النجوم الذين نظموا مهرجانات اعتزالهم بعد سنوات طويلة من توقفهم عن العطاء. ولعل مهرجان إسماعيل راشد أحد أفضل المدافعين في تاريخ كرة الإمارات بالأمس نموذج واضح على أهمية “التوقيت المناسب”، حيث جاء المهرجان بعد 4 سنوات من توقفه عن اللعب مع فريقه الوصلاوي، ومعنى ذلك أن عدداً لا بأس به من جماهير اليوم لم يتابع مسيرة إسماعيل راشد مع المنتخب أو مع النادي، وجاء مشهد المدرجات شبه الخالية ليؤكد ذلك، بينما حضرت الجماهير الإيرانية لتشجيع فريق الاستقلال. وعموماً فإن إسماعيل راشد “جنرال الوصل” حظي باهتمام “رسمي” كبير يؤكد مكانته في كرة الإمارات ومن ينسى تألقه مع الأبيض في “خليجي 12” عام 1994 بالإمارات، عندما كان المنتخب قاب قوسين أو أدنى من الفوز باللقب الخليجي لولا تعثره بالتعادل السلبي مع حمود سلطان حارس البحرين؟! يُحسب لنادي الوصل اهتمامه المتواصل بتكريم نجومه من خلال مهرجانات اعتزال تثمن الجهد وتخفف عرق السنين. مازلت أتساءل: متى يتم تكريم محسن مصبح أشهر حارس في تاريخ كرة الإمارات والذي اعتزل قبل أكثر من 5 سنوات؟ ومع ذلك لم نسمع عن أي مبادرة تمنحه حقه في التكريم. لقد خدم السوبرمان كرة بلاده بكل إخلاص وتفان وكان حامي عرين الأبيض في “ملحمة سنغافورة” التي قادت المنتخب - لأول مرة في تاريخه لنهائيات المونديال، عندما واجه محسن مصبح مهاجمي ألمانيا ويوغوسلافيا وكولومبيا، ناهيك عن إنجازاته الشرقاوية المتميزة في الدوري والكأس. ومتى يتم تكريم عبدالعزيز محمد أحد أفضل من أنجبتهم الكرة الإماراتية، حيث أسهم عبدالعزيز في صناعة “ربيع الشارقة” عندما فاز بتسع بطولات دوري وكأس “منذ عام 1983 وحتى عام 1995”. ومتى يقام مهرجان اعتزال على ثاني “ملك الثواني” والذي أحرز هدفاً “تاريخياً” في نهائيات مونديال 1990 عندما حوّل الكرة العرضية برأسه داخل المرمى اليوغوسلافي، كما شارك بفاعلية في تحقيق العديد من الإنجازات الشرقاوية. والقائمة تطول بأسماء الذين خدموا كرة الإمارات في الأندية الأخرى، ولم يبادر أحد لتكريمهم. وأتصور أن على اتحاد الكرة مسؤولية كبيرة في إنصاف هؤلاء النجوم، حتى لو اقتضى الأمر وضع معايير تحدد من يستحق مثل ذلك التكريم، حتى لا يشعر بعض النجوم الدوليين أن لا أحد يعيرهم اهتماماً برغم كل ما قدموه لكرة بلادهم.