فجأة غاب الممثلون الكبار عن خشبة المسرح فأصبح المخرج في ورطة وبعد طول تردد وتفكير أصدر قراره المثير، وقام بإسناد الأدوار الرئيسية لشلة من الكومبارس، وهؤلاء استغلوا الفرصة فحاولوا تقمص دور البطل، بالزعيق والنعيق فكان العرض هابطا مع مرتبة الفشل، حتى كاتب السيناريو ومخرج البرلمان كانا في خبر كان. يجمع الناس على أن الإعلام الإماراتي أقوى من الواقع الرياضي الذي نعيشه وتعتبر الآلة الإعلامية في الدولة هي الأقوى بين كل دول المنطقة، وكسبت الصحافة الإماراتية العديد من الجوائز في السنوات الماضية ثم يخرج من بين ظهرانينا من يشكك في الذمم ويقلل من شأن القائمين على هذا الإعلام ويحاول النيل منهم بنية حسنت أو ساءت. وكوني انتمي لهذا الوسط أفتخر بوجود هذه القامات في مجال الصحافة الرياضية ممن صنعوا لهم ولنا تاريخا يشهد به القاصي والداني وتعلمنا منهم الكثير ومازلنا نتعلم الأبجديات مما تجود به أقلامهم، فلا يهنأ لي بال دون أن أعيش في “صباح الخير يا إمارات” واستمتع بـ”هات وخذ” وأتعلم “اللعب على الورق” ثم أضع أمامي “نقاط على الحروف” لأكون “معكم دائماً” وأسمع “كلام العقل”. مجتمع الإمارات غني بالقيم والأخلاقيات التي أوصانا بها ديننا الحنيف وتوارثناها أباً عن جد وهذه القيم هي أغلى ما نملك وهي التي نسمو بها وهي التي تميز الإنسان وتفضله على غيره من المخلوقات. ومن هذه الأخلاقيات هناك مصطلح الأدب الذي يجب أن يغلف تصرفاتنا ويصبغ الكلام الذي يخرج من أفواهنا حتى نكسب الاحترام لمن أراد أن يحصل عليه أما من زهدوا فيه فلا يجب أن نستمع لهم. وما بين استغلال وتوظيف وقذف وشتيمة تخيلت أن توفيق الحكيم قد قام من قبره وأنيس منصور كان متواجداً في ذلك العرض الهزلي، ومن هنا أطالب لجنة الإعلام الرياضي باتخاذ موقف حيال الفوضى الموجودة في الميدان، فليس كل من يملك قلماً يعرف الكتابة، ويا للعجب فمن كان بالأمس مولودا أصبح اليوم كاتب عمود. فما أسوأه من عرض ! وما أبشعه من منظر ! وكم أحزنني أن يتواجد بينهم جعفر. راشد الزعابي ralzaabi@hotmail.com