تقوم سلطات المرور في أبوظبي بإصدار العديد من التعاميم والقرارات الخاصة بتنظيم مسائل تعتقد بأنها ستساهم في التقليل من حدة الأزمة المرورية التي تعاني منها حالياً الكثير من مناطق العاصمة، وبالأخص في قلب المدينة والأسواق التجارية فيها· ولعل في المقدمة من هذه التعاميم ما يتعلق بتنظيم مرور الشاحنات الثقيلة خلال أوقات الذروة، منعاً لعرقلتها لحركة السير· وكذلك القرار الذي أصدرته الإدارة بمنع إيقاف هذه المركبات وسيارات نقل المواد الخطرة في المواقف العامة داخل الأحياء السكنية، وايضاً قرارات الإدارة بمنع استغلال المواقف العامة لعرض السيارات للبيع· وكل هذه القرارات عندما تم تطبيقها بحزم وقوة متابعة أثمرت عن نتائج إيجابية للغاية، وارتاح لتطبيقها الجميع، ولكن بعد أن تراخت المتابعة لاحظنا انها بدأت تطل من جديد، وأعطت انطباعاً بأن الإدارة ربما تكون قد تراجعت عن تلك القرارات التنظيمية· الآن وعند الصباح وبينما الطرق مكتظة بسيارات الموظفين المتوجهين إلى أعمالهم، وبالحافلات التي تقل الطلاب إلى مدارسهم، تجد الشاحنات تزاحم الجميع على الطرق لتضيف زحاماً الى ما هو قائم، خاصة في الطرق التي تشهد أعمالاً إنشائية من أجل توسيع مساراتها· أما عن شاحنات نقل الخرسانة المسلحة فحدث ولا حرج· فهذه الشاحنات لا تسير الا في أسطول لا يقل عن خمس شاحنات واحياناً أكثر من خمس عشرة بحسب ارتفاع البناية أو البرج الذي يتم تشييده· والمبرر ايضاً جاهز فصب الأساسات والخرسانة يجب أن يكون في وقت واحد وأسطول النقل جاهز حتى وإن أدى الى إغلاق شارع بأكمله· ومن مسألة مرور الشاحنات أثناء ساعات الذروة الى موضوع إيقافها في الاحياء السكنية، وتحتل معه مساحات أربع أو خمس سيارات عادية، وهذه معاناة في كفة وما يلقاه الذين يعيشون الى جوار عمارات أو مجمعات قيد الإنشاء في كفة اخرى· فالشركات المنفذة لهذه المشروعات لم تكتف بوضع آلياتها وشاحناتها في مواقف الأهالي بل اقتطعت اجزاءً من المناطق المحيطة بها وحولتها الى ورش لإعداد احتياجاتها من الأعمال الداعمة لأشغالها من حديد ونجارة وغيرها· أما سماسرة ودلالو بيع السيارات المستعملة فبدورهم عادوا إلى ممارسة لعبتهم في وضع سياراتهم المعروضة للبيع في المواقف العامة بعد أن يضعوا عليها أوراقاً تحمل أرقام هواتفهم، وذلك من أجل ان يريحوا أنفسهم وزبائنهم المحتملين من الذهاب الى حراج السيارات في المصفح· هذه المشاهد عادت من جديد بعد أن كادت تختفي في أعقاب قرارات شرطة المرور والسلطات المختصة، وقد جاءت عودتها بعد تراجع متابعة تنفيذها من قبل دوريات المرور· ويبدو أن الوضع قد خرج عن نطاق السيطرة بالنسبة لهم· وليس أمامنا وأمامهم الا الصبر ريثما تنتهي كل هذه المشروعات الجارية، وفترة الانتظار هذه مناسبة لاختبار قوة تحملنا وتكيفنا مع هذه المشاهد· وهي فترة تعلمك ايضاً ميزات الصبر وانتظار انفراج هذه الازمة التي نتمنى الا تطول ببركة همة رجال المرور